رسالتي لأمي.. ولكل الأمهات بقلم : ريم وفيق زنداح
تاريخ النشر : 2019-03-22
رسالتي لأمي... ولكل الأمهات
بعيدكم نقف عاجزين عن الوفاء لكم ،وتقديري ما قدمتم ،وما أفنيتم من عمركم وعطاءكم وصبركم اللامحدود ،بعيدكم نقف وبداخلنا حيرة كبيرة حول كيفية الحديث معكم واختيار الكلمات والمفردات التي تعبر عن مدى المحبة والاحترام والوفاء لكم .
نعرف أنكم لا تنتظرون منا بمساحة ما قدمتم ،لأننا مهما كنا وعملنا وقدمنا لا نوفيكم حقكم ،لهذا كان لنا أن نواصل العمل والعطاء والوفاء حتى نقترب من عظمتكم وعلو شأنكم .
أمي وكل الأمهات الذين يتقدمون بعطاءهم وحنانهم ورعايتهم ومسؤوليتهم، التي لا تتوقف عند عمرنا الصغير ولا حتى عند شبابنا وكبر سننا ،لأن الأم تشعر بأنها دائمة المسؤولية والعطاء والحنان ولا تترك أبنائهم حتى وان بلغوا الكبر، لأنها تؤكد على مشاعرها وحنانها وعطائها اللامحدود ، تؤكد على دورها في اعداد ابنائها وتربيتهم ورعايتهم .
مسؤوليات الأم لا تتوقف عند سن محدد بل بكل مرحلة مسؤولياتها ورعايتها وتوجيهاتها .
أمي التي أقف أمامها بعيدها لا أعرف كيف أبدأ كلامي معها ولا أعرف كيف أقدر عطائها وحنانها ورعايتها، بحق أجد نفسي كما غيري عاجزين عن الوفاء لها وتقديري وحجم تضحياتها وعطائها نحاول قدر استطاعتنا أن نقدم نموذجا راقيا معترفا بالجميل على عذابات السنين وتضحياتها ، نحاول قدر ما نستطيع أن نقول لها ما يجيش بقلوبنا وما يتواجد بعقولنا واحاسيسنا عن عظمة الأم والتي تحتاج أن نكون كما تربينا عليه وأن نعمل بإخلاص واجتهاد، وأن نتقي الله في عملنا وأن نحرص ونكون مخلصين لأبناء جلدتنا ،وأن لا نقسوا على غيرنا وأن نشارك بمحبة واخلاص كل من حولنا .
أمي كما كل الأمهات واذ قضوا السنوات وهم يغرسون بداخلنا المحبة والإخلاص وعدم تجاوز الحدود ،وأن نتعامل مع من حولنا برقة وانسانية بحسب تعاليم ديننا الحنيف .
حتى نكون بنظر أمهاتنا كما تربينا عليه وكما نشأنا وتم توجيهنا أن لا نتجاوز الحدود وأن لا نفعل بما يغضب الله ،وأن نرسخ القيم والمبادئ في سلوكنا وعملنا ،وأن نحترم بعضنا البعض وأن لا نتجاوز حدود الله في علاقاتنا الإنسانية، وأن يؤكد كل منا أن موقعه وعمله بخدمة الناس وليس للتسلط عليهم .
قيم ومبادئ عديدة تم رسوخها والتربية عليها وما يجب أن نتمسك بتلك المبادئ والقيم ،وأن لا نتجاوزها وأن لا نخرج عنها حتى نكسب الرضى من كل أم قدمت ما تستطيع وتنتظر أن ترى أبنائها وبناتها وهم يقدمون نموذجا راقيا ، نموذجا انسانيا يعتمد على العدالة وعدم التجاوز .
أمي كما كل الأمهات لا ينتظرون منا الكثير ، رغم أنهم قد قدموا لنا الكثير وهم ينظرون الينا ويراقبون عملنا وعلاقاتنا وما يخرج منا من خير لمن حولنا حتى نكسب الرضى ، وحتى لا نخرج عما تربينا عليه وما نشأنا من خلاله .
بعيدك يا أمي ولكل أمهات هذا الوطن الذي ينزف ألما وحسرة على ما وصلنا اليه من ضياع للكثير من المبادئ والقيم والمعاملات الانسانية التي خرجت عن نصوصها ومبادئها ،لكننا بعيدك يا أمي نقسم برب العزة والجلالة أن لا نخرج عما تربينا عليه وأن نتمسك بكافة المبادئ والقيم التي نشأنا عليها وأن نتعامل على أرضية الإخوة والإنسانية ، وأن لا نغضبك وكل الأمهات لأنه هو هذا القسم ، وهذا هو الرد الذي يمكن أن نقدمه في اللحظات العصيبة التي تحتار فيه العقول وتخرج فيه النفوس من مواضعها .
لأمي كل محبة وتقدير ، ولكافة الأمهات الوفاء العظيم ، ولأمهات الشهداء والأسرى والجرحى عظيم التقدير وستبقى مقولة : الأم مدرسة اذا أعددتها ..أعدت شعب طيب الأعراق .
وكل عام وأمي وأمهات الوطن والعالم بخير .
المدربة الدولية والإعلامية : ريم وفيق زنداح