خالتي حميدة بقلم سيد عبيد
تاريخ النشر : 2019-03-22
"خالتي حميدة والأموات
كما قلت سابقاً أن خالتي حميدة كانت تعتقد في العرافين والدجالين وضاربي الودع والدراويش والملاطيش والمساطيل والمهابيل الأحياء منهم والأموات .......... لدرجة كانت تروح لواحد في قنا أسمه الشيخ محمد ألبياضي من قرية تسمى البياضية تابعة لمحافظة قنا جنوب مصر وقنا تبعد عن بلدتنا حوالي 75 ك وكانت تسافر بالقطار : أنا رأيت هذا الرجل و كان له باع كبير في الشعوذة والضحك على البسطاء والسذج من الناس وكان يضحك عليهم وكانوا ينخدعون فيه ( أنا كنت أكرهه عشان كان دجال وعيونه بيضاء لما يبصلك تخاف منه وكان سمين ) ......... المهم كان اللي يروح يزوره يسأله يقوله زورت سيدي عبد الرحيم القنائي قبل ماتيجي هنا لو قال لا يقوله وانتا طالع من هنا لازم تزوره يخدع الناس يربط نفسه بالسيد عبد الرحيم عشان الناس يعتقدوا فيه وكان بعض الناس تخاف منه ويقلك يعرف كل حاجه والغيب ولكن لا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى ......... المهم خالتي حميدة في مره دعته لبيتها : طبعاً هو ماصدق ولبى الدعوة وجه وفي هذا اليوم كنا صغار وتجمعنا وأنا وشلة العيال ورحنا نتفرج وفرشتله خالتي حميدة حصيرة تحت النبقه اللي جنب بيتها على الجسر ودعت ناس كثير وستات وصحابها طبعا غنيه بت راوي وأم شحات وسكينه وستوت وزكيه واللي جه من غيردعو ه كله عشان يشوف الشيخ محمد البياضي ( حتى أمي كانت هتروح بس أبوي منعها بصدق ) ......... وجلس الشيخ على ألحصيره بهدومه ألبيضه والناس ياعيني حواليه وكنت أنا شديد الملاحظة إلي الآن مخزونه في عقلي كل حركاته وتصرفاته وكلماته ........ كان يهز رأسه ويرتعش ويقول حي حي ياسيدي حي مداد ياسيدي عبد الرحيم يرد على نفسه هو يقول تمام ياسيدي تمام ياسيدي ( قال إيه في عركه مع الأولياء أصحاب الأضرحه اللي في منطقتنا وهو قال استعان بالسيد عبدالرحيم القنائي وخد منه الأذن عشان يروح يصالحهم وقاله السيد عبد الرحيم أعمل اللي تعمله يا محمد ......... ولأوليا وأصحاب الأضرحة الشيخ دياب الهواري ، والشيخ حسوب ، كل هذا الدجل وهذه الشعوذة من أجل أن يعلق الناس به ويخدعهم أنه له صلة بالغيب ولكنه نصاب ومخادع ومراوغ ودجال ) المهم هو كل ما يقول حي خالتي حميده تطلع من بيتها وتزغرت والستات معاها يزغرتوا ويقولوا ليها هنيالك ياحميده ( يعني هنيئاً لكي) الخير كله عندك وهو يكذب عليهم ويخادعهم
لدرجة أن الشيخ خلف كان يقف له بالمرصاد ويحذر النساء والرجال منه لكن الناس لا يصدقون كلامه إلا القليل منهم .تبع
حكايات صعيدية شعبية من الذاكرة
بقلم سيد عبيد
مصر