الحراك بين العفوية والتنظيم بقلم:علاء الدين عبيد
تاريخ النشر : 2019-03-21
الحراك بين العفوية والتنظيم بقلم:علاء الدين عبيد


الحراك بين العفوية والتنظيم
اطلق الحراك من أزقة غزة عفويا للتعبير عن ارادة الشعب واخذ بالتوسع بقدر معاناة المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر وهم شريحة واسعة يشكلون اغلبية ساحقة في قطاع غزة.. ويعتبروا القوة الاستهلاكية العظمى مما يجعلهم هدف مباشر من قبل المنظومة الاقتصادية لحركة حماس التي بالغت في الاونة الاخير برفع القيمة الضريبة على السلع الاستهلاكية وزيادة التعرفة الجمركية والجباية الغير قانونية على المواد الاساسية مما عظم معاناة المواطنين في قطاع غزة .. وادى ذلك الى خروج بعض المواطنين الذين طحنهم الفقر وأصبحوا غير قادرين على شراء قوت يومهم بسبب الغلاء .. الذين تزايدت أعدادهم .. بعد ان انكسر حاجز الخوف لديهم .. لتأخذ شكل من اشكال المظاهرات الشعبية .. التي اطلق عليها .. الحراك الشعبي السلمي حامل شعار بدنا نعيش.
حيث قامت بعدها اجهزة الامن التابعة لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ اكثر من 11 عام بعد انقلابها على السلطة بقوة السلاح وفرض نفسها على الساحة بالقوة .. قامت اجهزتها الامنية بقمع المظاهرات الشعبية والادعاء بان هذه المظاهرات تقودها جهات مشبوهة بينما يصر المواطنون على سلمية الحراك الشعبي ومطالبة حماس برفع الضرائب والجباية عن السلع الغذائية وتحمل مسؤولياتها تجاه الشعب والتخلي عن استخدام القوة بفرض مزيد من الاجراءات الامنية التي تقيد الحريات وقمع المواطنين وانتهاك حقوقهم وتعريضهم للخطر .
ان ما يشهده قطاع غزة الان من احداث خطيرة تهدد سلامة وامن المواطن.. واخماد الحراك الشعبي وتصدير الازمة نحو المربع السياسي والأمني سيؤدي لمزيد من القهر وزيادة معاناة المواطنين بعد فرض حالة امنية مشددة بحجة الظروف التي تعيشها حماس بسبب اصرارها على الانقسام والخصومة الحزبية مع حركة فتح وعزل 2 مليون مواطن عن العالم واستخدامهم كدروع بشرية في حالة الحرب التي تعيشها .. والتي تساوم عليهم في اغلب محادثاتها مع خصومها السياسيين.
وفي المفاوضات الاخيرة مع الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصر تضع المواطن الفلسطيني كورقة ضغط اساسية في اجندتها السياسة .. وبدعم قطري مباشر لها لتعزيز موقفها الانقسامي رغم الجهود التي تبذلها الصديقة مصر الا ان تعنتها في عدم الانخراط السياسي مع خصومها السياسيين في عملية السلام .. تسعى حماس للتفرد باتفاقية مع الاحتلال ضمن افقها الضيق والذي لا يتجاوز اقامة امارة في قطاع غزة بدعم من تنظيم الاخوان المسلمين الدولي .. الذي يعتبرها خط الدفاع الاخير للاسلام السياسي .
ومن جهة اخرى نرى ان ضرورة حل ازمة المواطنين في قطاع غزة لا يجب ان يكون مرهون بمصالح حزبية .. وبالوقوف امام هذه الازمة يتوجب على كل القوى الوطنية دعم الحراك الشعبي والمطالبة بحماية المواطنين من الجامعة العربية والامم المتحدة واتخاذ كافة الاجراءات اللازمة لتوفير الحماية الكاملة واخراج المواطنين من الحالة الامنية التي تفرضها حركة حماس وإخضاع المواطنين لها تحت تهديد السلاح .
وفي النهاية يجب ان نعي ونفهم ان اي هدوء سيشهده القطاع سيكون سببه القمع والتهديد من قبل القوة القمعية للاجهزة الامنية التابعة لحماس .. وليس هدوء طبيعي نتاج تحقيق مطالب الشعب الممثلة بالمطالب الشرعية ورفع الظلم والاستبداد والابتزاز .. وعودة الشرعية لقطاع غزة وانهاء الانقسام وتخلي حماس عن الحكم وتنظيم انتخابات يستطيع المواطن ممارسة حقة في اختيار قياداته وتحقيق السلم الاهلي والانفتاح على العالم والاعتراف بحقوقه المشروعة في اقامة دولته المستقلة.

علاء الدين عبيد
مستشار ومحلل اداري