غزة مازالت تنتظر من يداوي جراحها ..بقلم سمير حمتو
تاريخ النشر : 2019-03-21
*غزة مازالت تنتظر من يداوي جراحها ....*
بقلم / سمير حمتو
كاتب ومحلل سياسي
من كان يظن ان حراك ( بدنا - نعيش ) أيا كانت الجهة التي تقف خلفه قد انتهى فهو واهم ، فما زال الرماد يخبيء تحته جمر ملتهب سرعان ما يشتعل من جديد ،  ومازالت غزة تعيش على فوهة بركان سرعان ما ينفجر، وما زالت الجهات المتربصة بغزة تواصل محاولاتها لتحريك الرماد واثارة الشارع مستغلة الواقع الصعب وحالة الاحباط والياس لدي الشباب وصغار السن .

 في تقديري انه ستكون هناك جولات اخرى من الحراك ربما اشد من سابقاتها ، مالم تكن هناك اجراءات سريعة وملموسة تزيل اسباب الاحتقان وتخفف من الواقع المأساوي الذي يعيشه اهل غزة ، وليس اولها السعي الحثيث لطرح مبادرات اكثر مرونة لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وتشكيل حكومة وحدة وطنية تحافظ على الثوابت وترفع الحصار وتنهي معاناة الناس . اما اذا تعذر انهاء الانقسام فينبغي على الاقل تشكيل هيئة لإدارة غزة  مع اتخاذ خطوات سريعة ومنها :

1 الضغط بكل الادوات المتاحة باتجاه تعجيل تنفيذ التفاهمات التي تمت مع دولة الاحتلال من خلال الوسيط المصري والتي بضمنها رفع الحصار وتحسين الاوضاع المعيشية وضخ الاموال لخلق فرص عمل 

2- اتباع إجراءات تقشفية سريعة والتخلي عن مظاهر البذخ ليكون الجميع سواسية  والغاء الامتيازات الممنوحة لكبار المسؤولين وترشيد النفقات وتعزي مبدأ التكافل  وتقاسم لقمة الخبز مع البسطاء واشعارهم عمليا لا لفظيا بالوقوف معهم 

3- ضرورة قيام القادة والمسؤولين بتفقد أحوال المواطنين عن كثب والنزول للشارع وطرق البيوت بزيارات مفاجئة للاطلاع عن كثب على اوضاع الناس وفتح الثلاجات وتزويد المحتاجين بما يلزمهم من مقومات تعينهم على الاستمرار في الحياة .

4- العمل وبالاتفاق مع الفصائل ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص على تشكيل لجان او صناديق خيرية يتولاها اشخاص امناء واكفاء من كافة الاطياف وترصد لها المبالغ، ومنها على سبيل المثال لا الحصر  صندوق المريض الفقير وصندوق رعاية الجريح وصندوق الطالب الجامعي الغير قادر على تسديد رسوم دراسته وصندوق الغارمين واصحاب الذمم المالية الذين تحول ظروفهم الصعبة دون القدرة على السداد وغيرها ... 

5- العمل على اجراء اصلاحات في الهيكل الحكومي وسن القوانين والقرارات التي من شأنها التخفيف على المواطنين وتيسير معاملاتهم ماليا واداريا . 

واخيرا.. لا يختلف اثنان على ان غزة تعيش على فوهة بركان بسبب الحجم الثقيل من المؤامرات التي تتعرض لها والتي هي كفيلة بان تسقط دول عظمى لكن بخطوات ملموسة وباقل القليل يمكن تجاوز المحنة ومداواة جراح شعبنا المكلوم الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا .... 

اللهم بلغت اللهم فاشهد