في حضرة الشهداء ...تسقط الأقنعة
تاريخ النشر : 2019-03-21
في حضرة الشهداء ...تسقط الأقنعة


في حضرة الشهداء ...تسقط الاقنعة

 بقلم:ناريمان عواد

في حضرة الشهداء تسقط الاقنعة ، يسقط الزيف ، تتوارى الوجوه الباهتة ، تغادر أعناق تبث روح الياس والهزيمة ، تنبعث شعلة نضالية متوقدة تنبئ باعادة المشهد الى سابق عهده ، .

في حضرة الشهداء تكبر الفكرة ، تتعاظم الثورة ، تتسامى البطولة ، المقاومة ، .

في حضرة الشهداء ، تحضر صور الامهات يتشحن بالسواد ، دموع تتوارى خلف اسطورة الصبر ، صرخات الامومة تطرق بوابات البيوت الامنة .

يصل صداها المعذبين في اقبية الزنازين ، وانات الجرحى الذين ما زالوا يئنوا تحت وطاة الامهم التي لم تندمل بعد .

أم تتشح بالسواد ، ترقب ذاك الشاب اليافع الذي حملته طفلا صغيرا واغدقت عليه من حنانها وغرست في كل قطرة من دماءه قيما واخلاقا وطنية حتى ترجل فارسا في الدفاع عن أرضه ووطنه .

تودعه بدموع تترقرق على وجنتيها ولا أحد يدري كم هو قاس الم الفراق .

تلقي بصدرها على جسده ، ، تلتقط آ خر انفاسه ، تعانق ذراعيها راسه ، تقبل جبينه ، تعبث بخصلات شعره

ثوان تكاد تحس بانها الدهر باكملة ، تريد ان يتوقف الزمن عند هذه اللحظات ، تطبع صورته في مقلتيها ولا تغيب ذكراه .

في حضرة الشهداء ، يتخضب الثرى بتضحيات فتية آمنوا ان الفكرة المقاومة هي سر البقاء .

في حضرة الشهداء ،تحاصر البيوت ، تدك الجدران ، يروع الاطفال ، يتقهقر الجنود ويترنحوا امام عظمة المقاومة .

في حضرة الشهداء ، مواكب للفرح القادم تزرع الليلك والبنفسج والحنون على دروب الانتصار .