الموقف من الارهاب؟ بقلم م . نواف الحاج علي
تاريخ النشر : 2019-03-20
الموقف من الارهاب؟ بقلم م . نواف الحاج علي


ما يجري حاليا من عمليات ارهابيه ضد المسلمين وما يبثه الأعداء مما يعرف ( بالفوبيا ) ضد الاسلام والمسلمين يستدعي الموضوع ابداء الآراء من المثقفين حول ذلك ؟؟ أيم نقف من اؤلئك الذين نختلف معهم بالعرق أو الدين أو اللغة أو الثقافة أوالفكر أو القيم أو التاريخ - قد لا نجد اشكالية كبيره مع سكان آسيا وافريقيا بصورة عامه اذا ما استثنينا غزوات المغول والتتار والذين اعتنق بعضهم الدين الاسلامي ، فان التركيز ينصب حاليا على العالم الغربي بصفة خاصه ، لأنهم يملكون التفوق العلمي والتكنولوجي والسياسي ويهيمنون على العالم بطريقة أو بأخرى ، وقد واجهنا معهم صراعات طويله عبر التاريخ ، وخلفت تلك الصراعات في النفوس رواسب ثقيله امتدت عبر عصور الفتوحات الاسلاميه والحروب الصليبيه ، وتجذرت ورسمت في وجداننا جرحا عميقا بعد سقوط الامبراطورية العثمانيه في الحرب العالمية الأولى ، فقد تآمر الغرب علينا وقسموا البلاد العربية فيما بينهم ، ورسموا حدودا حسب رغباتهم والتي وبكل أسف ما زالت قائمة ، ولتعيش تلك الدول أو الدويلات تحت استعمارهم البغيض خلافا لما توقعه العرب حين وقفوا معهم في الحرب ، وابقوا هيمنتهم على العرب حتى اليوم وان تبدلت الادوار - والأدهى والأمر من ذلك حين زرعوا في أرض فلسطين قلب الامة العربية حين زرعوا فيها كيانا عنصريا يحل محل أصحابها وسكانها الشرعيين ؟؟؟ وما زالوا يقفون الى جوار هذا الكيان الغاصب سياسيا وعسكريا واقتصاديا ضاربين عرض الحائط بكل قيم الحق والعدل والأعراف الانسانيه .
لكن السؤال الذي يمكن طرحه هو : هل العزلة عن الغرب والنظرة العدوانية اتجاهه تحل الاشكالية بيننا وبينهم أم تزيدها تعقيدا ؟؟؟ ان العزلة مستحيلة في وجود تكنولوجيا المواصلات والاتصالات وتشابك المصالح ، ولما كان الغرب متفوقا في مجالات عدة أهمها العلوم والتكنولوجيا فان الحوار والتفاهم معه مع الاحتفاظ بهويتنا وقيمنا انما هو السبيل الأمثل والذي يصب في مصلحة الطرفين .
تتشكل الهوية من مجموعة من العناصر الذي ينتمي اليها الفرد وأهمها الدين واللغة والتاريخ والعرق والمهنة والوسط الاجتماعي والثقافي والفكري مثلما تتأثر بتجاربها مع الغير سواء أكان صراعا أم التقاء – ان الهوية العربية يجب الا تكون نقيضا للآخر، بحيث تنصب نظرة المثقف العربي على الآخر الغربي كأنه عدو يريد مسخ هويتنا واقتلاع تراثنا !!؟؟
لا شك أن عوامل كثيرة لعبت دورا في نظرتنا للغرب أو في نظرة الغرب اتجاهنا منها بعض كتابات المستشرقين المتعصبين العنصريين الذين يصورون العرب على واقع ممسوخ ، والأهم من ذلك ما تقوم به الأبواق الصهيونية في الغرب من تصوير العرب على أنهم مجموعات من الارهابيين والقتله أعداء الديمقراطيه وأعداء المرأه ، بعيدون عن الحضاره الانسانيه ؟؟؟
ان الانغلاق على الذات بفعل التعصب للهوية انما يغلق أبواب الحياة الحديثه ويجعل الانسان يعيش في زمن غير زمانه – علينا ان ننفتح على الغرب واكتساب معارفه وعلومه دون انسلاخ عن هويتنا أو التنازل عن قيمنا ومبادئنا مع المحافظة على مصالحنا وثرواتنا ، وذلك يتحقق بالابداع والعمل الجاد ، والأخذ بعناصر القوة - فحين نثق بأنفسنا ونعتز بحضارتنا نفتح أبواب الاختيارعلى أسس جمالية ومعرفيه مع المحافظة المحافظة على مصالحنا بعزيمة واصرار – ان الثقة بالنفس تنبع من القوة الذاتيه ، فحين كان العرب أقوياء قاموا بترجمة كتب الاغريق والرومان وأضافوا اليها وفتحوا عقولهم على الثقافات الجديده ، سواء ثقافة البلاد المفتوحة أم من البعثات التي كانوا يرسلونها لهذا الغرض ، ولم يقل أحد يومها انه غزو ثقافي أو فكري ؟؟؟ ان القوي لا يخشى هبوب الرياح ولا يهاب من الحوار ، ونحن أقوياء بحضارتنا وتراثنا الثقافي والديني والتاريخي ، وبقي أن نوحد صفوفنا ونجمع شتاتنا ونستثمر عناصر قوتنا ونغير ما بأنفسنا نحو الأفضل ؟؟ ان وقف الحروب البينيه والفتن العنصريه والطائفيه والجهويه والاقليميه انما هي ضرورة للاستقرار المادي والنفسي على مستوى الامه ؟؟
ولنكن صريحين مع انفسنا ومع غيرنا : فان غياب العدل لا يتفق مع السلام ؟؟ فالعدالة في العالم تؤدي للاستقرار والسلام ، والظلم يولد اليأس والارهاب والحروب والعداوات ؟ وبالنسبة لنا كعرب ومسلمين فان القضية الفلسطينيه هي اولى اولويتنا ، وهي جزء من عقيدتنا ، وبدون حلها حلا عادلا فلن يتحقق الاستقرار في المنطقه ولن تنطفئ جذوة المقاومة ولن يحل السلام في العالم باسره ؟ ان اليأس يولد المقاومه او كما يسميه بعض اعداء الاسلام بالارهاب ؟؟ ان الاسلام دين المحبة والتسامح والسلام والانفتاح ، دين الانسانية السمحه ولكنه لا يقبل العدوان او الظلم او التسلط والهيمنه ؟