وعي الشباب الفلسطيني .. الضمان الوطني الأول بقلم فادي قدري أبوبكر
تاريخ النشر : 2019-03-19
وعي الشباب الفلسطيني .. الضمان الوطني الأول بقلم فادي قدري أبوبكر


وعي الشباب الفلسطيني .. الضمان الوطني الأول

يتعرض الشعب الفلسطيني إلى العديد من المؤامرات التي  تهدف إلى تصفية القضية، ما يستدعي بالضرورة إلى أن يكون للشباب دور فاعل في عملية البناء وبث الوعي لدى أبناء الشعب. فعبر بناء وعي راسخ في أوساط الشباب الفلسطيني، يمكن فقط الخروج بآليات التصدي للواقع المعقد الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي بالدرجة الأولى مسنوداً  بمؤامرات خارجية وداخلية على حد سواء. 

بالتزامن مع تشكيك البعض "الفلسطيني" بشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للفلسطينيين في كافة أماكن تواجدهم، أماط رئيس وزراء حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو اللثام عن علاقة "إسرائيل" بالانقسام الفلسطيني الفلسطيني، حيث صرح بأن :" إسرائيل ترسل الأموال لغزة لمنع قيام دولة فلسطينية وللحفاظ على الانقسام بين فتح وحماس".

من جهة أخرى، لا تتوقف الماكينة الإسرائيلية مدعومةً بالبلدوزر الأمريكي عن الهجوم المنظم والمدروس تجاه الشباب الفلسطيني، سواء بالقتل أو الاعتقال أو التضييق الاقتصادي أو غيرها من الإجراءات القمعية والعنصرية. ولا تتوقف أيضاً المحاولات التي تهدف إلى اختراق وعي مجتمعنا وترسيخ الهزيمة وإدامة الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري (الأبارتهايد) الإسرائيلي تحت دعاوي "السلام" و"التعايش" والتطوير والتدريب في مجالات الصحة والإعلام والنقابات والقيادة الشبابية والنسوية، إلخ.

تأتي هذه التوغلات الاسرائيلية والتجرؤ المسموم لبعض الجهات الفلسطينية، انعكاساً لفراغ تركته تنظيمات منظمة التحرير الفلسطينية، فهنالك أزمة في إدارة العلاقة بين الأجيال داخل هذه التنظيمات وتجلى ذلك في عجز التنظيمات عن التجدد الذاتي، وتغليب التنافس مما زاد من تغييب التنظيمات عن دورها التعبوي وبقاء العمل التنظيمي بأشكاله التقليدية وضعف العلاقة بين القيادات والقواعد الجماهيرية. 

 تحتاج القيادة الفلسطينية اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى زيادة وعي الشباب سياسياً من خلال تثقيف الشباب على مبدأ الشراكة، والقيادة، والريادة، والعمل بروح الفريق، والتسامح، وتغليب الوطني على السياسي، فالنشاطات المجتمعية المختلفة التي تهدف إلى رفع مستوى الوعي بالقضايا الوطنية لا يمكن أن تنجح دون وجود الشباب كربان لها.

إن الضمان الوطني الأول في مثل هذه الظروف هو وعي الشباب الفلسطيني وقناعته الراسخة أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وأن السبيل الوحيد لحماية المشروع الوطني هو الالتفاف حول قيادة المنظمة، وأن شواهد التاريخ القديم والحديث تؤكد بجلاء أن أصحاب الدعوات المشبوهة لا يريدون الخير لفلسطين أرضاً وشعباً. 

يمثل بناء علاقة تكاملية بين الأجيال الحجر الأساس لصياغة الاستراتيجية الوطنية الشاملة التي من شأنها أن تكون سداً منيعاً أمام أي مؤامرات أو تحالفات يشاؤها العدو الإسرائيلي ، حيث أن ضمان علاقة تكاملية بين الأجيال الشابة والقيادة الحكيمة هو الضمان الأقوى للمشروع الوطني الفلسطيني.

فادي قدري أبوبكر

كاتب وباحث فلسطيني

[email protected]