أبدية ويوم...
بقلم: ديما ناصر
(أبدية)
ها أنا،
بشغف قامات الأقحوان
لنداوةٍ تغسل
لا مبالاة العيون
بشغف نهر
يصرخ بالجذور
بالحصى
يفيض ولا يُرى
بشغف ساهمٍ
حمل انكسار الأيام في عينيه
"هل لتهشمها صدى؟"
ها أنا
أروي حقدي عليك
أدع أصابعي
تتفتّح
أفواه سيرينات غفون طويلاً
علّ الزبد
ملح قصائدي
كلمات الرقّة
تتطاول عرائش عوسج!
علّك حينها
إذا ما فتحت دفّتي الأفق
طوّفتك أجنحتهن
انظر
يسيل من أعناقهن
رنّات نايات الرماد
يسيل وهج الغياب
وهامش أدوّر فيه أسماء الوقت
(ربيع)
الزمن لن ينتهي
في شفتيها يتفتّح برعماً برعماً
ادن قليلاً
صوتها
هدهدة قوافي الماء
راحات الفجر
تلهب أمس انطفائك
هناك لا شيء تهبه أرق
من احتوائك
ادعوها:
يا نهاية الرعشة
صيري
كل الفصول
امرأة
تحرس الفجيعة
تحرس البكاء
تحرس الكلام
تحرس الصمت
ومن أنقاضكما
ينتش
الزمن
مؤونة الشتاء
تقول:
يدك تنفض رماد القلب
تسرج العتمة
ومن صهيل الوقت
توقد الغياب
مؤونة الشتاء
يقول:
قصيدة
بللها المطر
هي ذي تورق
بتلة
بتلة
لم تدري
أن يديها لما لامست
زبد الوقت صار بحاراً
أن عينيها حنين المرافئ
وانحناءة كتفها مرسى
من سرتها تنقر الشمس
غروباً وفجراً
لم تدري
أن الرحيل
يشعل الهواء
والقلب يفرغ كمنفى
لم تدري
كم غرفت من عتمة
شالها
أمضي شراعاً
(أنا لباس لك وأنت لباس لي)
يقول العابرون:
نحن الذين تطويهم بجوار القلب
ندبة الوقت
نصل الصخرة معاً زائدين عتمة
نحن العابرون
خداعاً نعلو الأرض
يطحننا التعب
يضيئنا الحب
يقول الوقت:
إلى برد العابرين فوق ندف الثلج الأول
إلى هشاشة تمتد حتى أقدامهم
إلى انكسار أحلامهم
صرير أبوابهم تلوكها الريح
روائح تبغهم
مواقدهم
كلماتهم تلقى على العشاء
دخانها يمضي متوحداً
مع أنّات صبرهم
إليهم جميعاً
زيت قنديل عام جديد
(خريف)
قلتُ لك:
الدرب ثقيلٌ
هسيس اليباس
بعضك خراب
بعضك حنين
قلت لك:
الدرب يسقط
سحابة
نجمتان
عيناك
وطء الكلام
صدرك الذي مازال يتّسع بعد لطعنة
حذار
قد تأتي هذي المرّة من ظهرك
إذا ما
أبعدت كتفي
يعينك حمل الطريق
* لا أخيط الوقت
كلّ ما أفعله رمي حصاة في قاع الذاكرة
هناك.. أدعها
تحكي..
فقاعة
تتمرأى فيها وجوه من جعلوني أنا..
ثمّ معاً... لا شيء
"ما هو الزمن؟
يجيبه: طفلٌ يعبث بقطعة نرد على الشّاطئ"
"ويوم"
* هذا الصّباح،
الأعشاب تكاد تلامس
حبل الأرجوحة المقطوع!
* يا أوراق الصنوبر
خففي هذا التأرجح
هنا في القلب وخز رحيله
وأنين الرّيح
* ريح،
أخيراً عن نتوء السياج
تنفلت بتلات ورد
* قشور البرتقال
فوق موقد الحطب -
إنّها ذكراك
* ضجيج المقهى
موجة موجة
يصلني صوت البحر
* أيضاً هذه الليلة
الأقرب لأحمر شفاهي
كأس نبيذ!
* ورق الخريف
التماعة التفاحة المقضومة
مسألة وقت
(ما هو الزمن... من المشهد الأول في فيلم الأبدية ويوم...)
* شاعرة من سوريا
أبدية ويوم..بقلم: ديما ناصر
تاريخ النشر : 2019-03-19