عندما يعجز العالم بقلم:فاطمة المزروعي
تاريخ النشر : 2019-03-18
عندما يعجز العالم بقلم:فاطمة المزروعي


عندما يعجز العالم
فاطمة المزروعي

الواقع المؤلم الذي يعيشه البعض من الناس عندما تمر بهم ظروف أعظم من قدراتهم وأكبر من قراراتهم، مثل اندلاع الحروب أو انتشار المجاعات أو حدوث الفيضانات أو التعثر التنموي والتدهور الاقتصادي أو انتشار البطالة والفقر، وغيرها كثير. أقول إنه نتيجة لمثل هذه الظروف تقع الكثير من الأحداث الحزينة ونسمع بعدد من القصص التي تحمل مفارقات متعددة ومتنوعة، وفعلاً يكون الوضع الإنساني متدهوراً بكل ما تعني الكلمة من معنى.

نشاهد في مختلف بقاع العالم صوراً حية تنقل لنا من وسط الأحداث عن الإنسان المطحون من أجل لقمة العيش، الذي لا يكل ولا يمل من العمل في مهن متواضعة وشديدة التعب من أجل أن يجد بعضاً من المال يسد جوعه وجوع أطفاله.. لكن الحال يكون أكثر فداحة وألماً عندما نتحدث عن الطفولة، عن أجيال المستقبل، عندما تجد أن الطفولة تطحن تماماً ويتم سحقها أمام قوة الإنتاج وتحقيق الأرباح المادية. قبل بضعة أيام كنت أتصفح موقع منظمة العمل الدولية على شبكة الإنترنت، و تملكتني الدهشة والذهول من الأرقام التي وجدتها، حيث وجدت تقريراً جاء فيه: «أن عدد الأطفال العاملين في العالم بلغ 168 مليوناً، منخفضاً بمقدار 78 مليوناً عن تقديرات عام 2000. ويعمل كثير منهم بدوام كامل وفي ظروف بائسة وخطرة غالباً. وأكثر من نصفهم يعمل في بيئات خطرة أو يعاني من الاستعباد وغيره من أشكال العمل الجبري والأنشطة غير المشروعة بما في ذلك تهريب المخدرات والدعارة، وكذلك التورط في النزاعات المسلحة». ولكم أن تتخيلوا الرقم المهول 168 مليون طفل في العالم يتم سحقهم أمام آلة العمل التي لا ترحم، يتم الزج بهم في وحل المادية وأرض من الشوك تسمى العمل المرهق المتعب، لكم أن تتخيلوا الأطفال وهم في مقتبل العمر، وبدلاً من أن يحملوا حقائبهم المدرسية يحملون أحجار البناء والأخشاب والحديد، بدلاً من مسك الكتاب والقلم وتعلم الكتابة والقراءة، يتم إعطاؤهم معدات تفوق أجسادهم وأثقل من بنيتهم. إنه رقم مهول وكبير، يجعلنا نتوقف ونسأل هل عجزت البشرية فعلاً من معالجة مثل هذه الملفات الإنسانية؟