عصمت شاهين دوسكي بين الواقع والأمل.. بقلم:الصديق الأيسري
تاريخ النشر : 2019-03-17
عصمت شاهين دوسكي بين الواقع والأمل.. بقلم:الصديق الأيسري


عصمت شاهين دوسكي بين الواقع والأمل

أسرجي الفرس بين السهل والجبل
فنحن رغم الردى نعشق الحياة والأمل

بقلم .. الأديب المغربي الصديق الايسري

أسرجي الفرس بين السهل والجبل ، فنحن رغم الردى نعشق الحياة والأمل ، تأملت هذه الصور الشعرية ليرغمنا بإحساس مرهف ويضعنا الشاعر عصمت شاهين دوسكي في أهبة الاستعداد والتهيئة لمجابهة المستقبل من مفاجأة سارة أو ضارة بوضع على الدوام السرج أو الرحل على ظهر الفرس حيث يكون الانتقال بين أوضاع الزمن والمكان بكل حرية و في كامل الاستعداد لكل الوقائع والأحداث السارة والمفرحة حيث رمز لها من الطبيعة بالسهل الذي يدل جغرافيا بالمجال الخصب والذي يزخر بالطبيعة والخضرة والمروج والجنان ومجاري المياه حيث تحلو الحياة هكذا نجد السهل هو صيرورة للحياة الزاهرة من أفراح ومناسبات حيث يتجلى ركوب الفرس في مناسبة الزواج بين العريسين على هودج الزواج أو للاستعداد لهدف وحلم ما كأبطال النصر في ساحة الوغى و نجد أن ركوبه يكون في حفل العقيقة ابتهاجا و فرحا بالمولود الجديد رمز لاستمرار الحياة وتواصل النسب البطولي وبسالة وشجاعة الإنسان نحو الحرية و الاستقلال. ينقل بنا الشاعر الراقي عصمت شاهين الدوسكي من السهل إلى الجبل في نطاق الطبيعة وهو رمز الشموخ و التحدي من خلاله تتجلى الصعاب ومواجهة المستحيل من ارتفاع وحفر حيث التحدي في أسطورة سيزيف و الصخرة من أجل الصعود والوصول إلى قمة الجبل حيث تدحرج الصخرة إلى الأسفل متحديا كل الصعاب لبلوغ القمة. وفي الشطر الثاني من البيت الشعري ارتأى الشاعر استعمال صيغة الجمع للمتكلم " نحن" ليضع الجميع في كفة واحدة بدون استثناء و أن الكل مرغما كرها و ذلا للخضوع للردى أي الهلاك النفسي أو الجسدي و في الغالب الموت المطبق ذلا وهوانا و لكن رغم ذلك أبا الاستسلام والانبطاح للسياسة لكل أشكال الإجبار وسلب الحريات لأن قرينه مصنف من عشاق الحياة والأمل فالفرس والجبل والعشق والأمل صور قوية تجسد واقع الحال الذي يمر عبر الحروب والمآسي وصيرورة الجهل والفساد التي تخلف الفقر والضعف والتدهور والانكسار الخلقي والنفسي وفي نفس الوقت وفي الظل الآخر بحث عن الخلاص الروحي والنجاة من واقع مأساوي فرض على العقول والقلوب من خلال أمل حتى لو كان هذا الأمل بعيدا إنها رسالة التفاؤل والأمل للعالم ، رسالة إنسانية بلا حدود ولا قيود  ، لا يؤمن بالموت والفناء دائما يعشق البحث عن الوجود ضمن الأبطال ولو ببصيص من الأمل سلاحه التفاؤل والحرية لبلورة أصول الحياة حياة النصر راكبا فرس الحرية متحديا لكل الحواجز الصورية والنفسية في سبيل الإنسانية السمحاء و السلام و الحياة. 
****************** 
*عصمت شاهين دوسكي شاعر وناقد و أديب عراقي من إقليم كردستان يكتب في جميع الأصناف الأدبية من شعر ونثر ورواية و مقالات صدرت له ثمانية أعمال أدبية طبعت في أمريكا والمغرب وسوريا وبغداد ودهوك وهو معروف بقصائده العاطفية الوجدانية عن المرأة حيث يبحر من خلالها إلى شواطئ الجمال والرقة والحب والإبداع و قصائده عن حب الوطن تجسد الواقعية والخيالية الخلاقة وله لمسات شعرية راقية في شتى المواضيع الإنسانية *