عراق اليوم .. ولازالت قوانيننا قمعية بقلم:جاسم محمد كاظم
تاريخ النشر : 2019-03-17
عراق اليوم  .. ولازالت قوانيننا قمعية  بقلم:جاسم محمد  كاظم


عراق اليوم  .. ولازالت قوانيننا قمعية 

جاسم محمد  كاظم 

يقول الدستور العالمي لحقوق الإنسان في أول فقراته يولد جميع بني الإنسان أحرارا بدون تمايز في اللون والعرق والدين . 

ويصل الوجوديون بلسان " سارتر" في الحرية إلى قمة عالية بان الوجود يسبق الماهية وان كل إنسان لا يتحدد بأي قانون سابق لان  جوهر القانون يأخذ من ذات الإنسان أولا وأخيرا لان الإنسان كذات واعية هو جوهر هذا الوجود .

 لكن كارثة الإنسان العراقي    الحديث يجد قبل ولادته  طوق العبودية في كل مكان مع قانون السلطة القبيحة مقيدا إياه من كل اتجاه لان المتسلطين هم وحدهم من يضع  القوانين ويفصلونها على مزاجهم ثم يقوموا بعد  ذلك  بتلبيسها على أجساد الإتباع والويل للمخالف والمتمرد لتلك القوانين المقدسة حين تأخذه السياط وتنال منة قيود الحديد في  زمن الخلافة  أو الدخول في نفق المخالفة والجنحة والجناية في زمن العولمة  .

لم تختلف قوانين الديمقراطية اليوم  عن قوانين الديكتاتورية في العراق شيئا  لتأخذ  بعدا إنسانيا  جديدا  لان السلطة التي حلت  محل البائدين وجدت بقاء  جوهرها وهويتها الممزقة  في التمسك بتلك القوانين  لان الإنسان في هذه الأرض لم يتكون بعد كشكل ومضمون حقيقي يمتلك وعيا اجتماعيا  يحدد له هويته الحقيقية ليكون له في آخر المطاف  وجودا  حقيقيا .

 فبقي شبحا  يمص من أثداء ماضية قوانين عبوديته الحالية  بشخص الفقيه الأبوي  المتسلط   لذلك بقي  هذا المخلوق  شبحا  يعيش  حياة القطيع البدائية  في طوائف ومذاهب  محتربه مع بعضها البعض يريد كل منها فرض  قانونه الوحشي  على الجميع  عبر مسك مقود السلطة المقدسة .

لذلك  تصبح  النكتة واقعا مأساويا في  هذه البلدان التي لا تعرف الإنسان بعد شكلا ومضمونا  عبر كل قوانين  أجهزتها التشريعية والتنفيذية  .

ولهذا تجد في هذه البلدان الثملة بالطوطم والنبوءات  قانونا   يجيز  سجن إنسان لمدة شهرا كامل وراء القضبان   لأنة شرب  كأسا من الماء  أو تناول قنينة من البيبسي كولا ليروى بها ظمأه من حر لا يطاق في  شهر  تقدسه طائفة متسيدة  .

وجاءت الطامة الكبرى  باستحداث  قانون يعاكس سير التاريخ يزيد  نزلاء السجون نزلاء  أضافيين  من خلال رفع نسبة الكفالة للمتهمين  إلى 3% كنقد بالكاش  وبهذا  لا تستطيع  الأكثرية من دفع هذه الكفالة  التي  ربما  يكون مبلغها   بالنقد  يتعدى المليون  دينار   أي ما يعادل ال 1000  دولار أميركي      فتزيد  السجون كثافة بشرية  فوق  كثافتها الهائلة  إذا ما عرفنا أن  عراق اليوم من أكثر الدول  سجونا  إضافة إلى  امتلائها  حد  التخمة بحيث  لا توجد  آماكن  للنوم  في بعض السجون  للنزلاء    .

 دولة الفقيه اليوم   تبعث  بهدية رائعة لناخبيها من   الذين انتظروها  دهرا طويلا   وربما يصل الأمر بهذه الدولة بجلاديها ولصوصها  الجدد إلى سجن كل العراقيين في يوم ما   لكي  يسهل  لها الاستيلاء على كل  شي من ثروات البلد  بعد أفراغه  من أهلة وسكانه الأصليين..

///////////////////////////////////////

جاسم محمد كاظم