ما بين نقطة ونقطة..! بقلم حامد أبوعمرة
تاريخ النشر : 2019-03-14
ما بين نقطة ونقطة..! بقلم حامد أبوعمرة


ما بين نقطة ونقطة ...! بقلمي/حامد أبوعمرة

قال لي أحد الطلاب ذات يوم ،لا أعلم ما هو سر تزمت ذاك الأستاذ ...!قلت من هو ...؟!رد وكانت علامات الغضب تكتسي وجهه قال أقصد مدرس اللغة العربية أنقص علامتي في الإملاء بسبب نقطة ...! ابتسمت ابتسامة عريضة ،وقلت له لوتعلم عزيزي أين تذهب بنا النقطة من معاني عندما تلتبس علينا فتغير المعنى تماما لمعنى آخر...حملق بعينيه الواسعتين ،ثم تساءل وهو يهز برأسه كما عادات الكثير من الهنود الذين نشاهدهم بالأفلام فنجدهم لا يصمدون لحظات وإلا ويهزون رؤوسهم كما بندول الساعة ...! قلت له: ألا تعلم أن الفرق بين الحُب والجُب نقطة ...فالحب علو ورقي في المشاعر ونبض وسفينة أمان ،وأما الجُب فهو البئر الذي له قيعان يعني هو انحطاط نحو الأسفل ...وأوما تعلم أن الفرق بين الحزب والحرب نقطة وبين الفحل والفجل نقطة وبين البخر والبحر كذلك نقطة بل حتى الحركة من ضمة أوكسرة تغير المعنى كذلك وذاك جمال اللغة عندما ندركها ونعزف على أوتار أبجدياتها أو عندما نقتطف من ورود بساتينها ...فقاطعني حينها قائلا ،وهو يرسم على محياه ابتسامة مقتضبة حيث قال بصوت ضعيف ..الحمد لله أنك لم تكن أستاذي ...!