استطلاعات الرأي والحراك الانتخابي في إسرائيل بقلم: سامر ابوسير
تاريخ النشر : 2019-03-14
استطلاعات الرائ والحراك الانتخابي في اسرائيل

 بقلم: سامر ابوسير

ليس بالجديد ان تفرض الاستطلاعات تأثيرها على الساحة الانتخابية في اسرائيل، التي تعيش مرحلة انتخابية صعبة، لست كسابقاتها من انتخابات سواء على مستوى التنافس بين القوائم الانتخابية وعددها الذي يفوق اضعاف عدد قوائم انتخابات 2015، او بين التيارات التي تضع نفسها بالاتجاه اليساري الصهيوني او الاتجاه اليميني الصهيوني، والاهم ما يمر به المرشح لرئاسة الوزراء عن حزب الليكود وملفات الفساد والرشوة وخيانة الامانة الموجه ضده، وبين القائمة الجدية الصاعدة ازرق ابيض والتي يقودها وزراء ورؤساء هيئة اركان سابقين وزعيم حزب يوجد مستقبل التي تفرض على الساحة شكلا جديدا للمنافسة.

بالرغم من ان الاستطلاعات ليست جزء من العملية الانتخابية او حتى من الدعاية الانتخابية للأحزاب السياسية او برنامج تمارسه لجنة الانتخابات المركزية، وللاستطلاعات ليس لها بعد قانوني ملزم لاحد من الاحزاب او الجهة القضائية التي تشرف وتراقب العملية الانتخابية، لكنها اصبحت كجزء مهم من العملية الانتخابية وتلعب دورا غير بسيط، كما تؤثر الاستطلاعات على السلوك الانتخابي، فيمكن أن يتراخى الناخبون إذا اعتقدوا أن مرشحهم الاوفر حظا للفوز، او العكس لمن تظهره انه في حالت تراجع واضحة، مما يؤثر على نسبة التصويت من قبل اصحاب حق الاقتراع، وهذا بدى واضحا كيف بدت تأخذ الاستطلاعات دورها ومكانتها منذ أول استطلاع للرأي العام الذ تم إجراؤه عام 1824 في انتخابات الرئاسة الأمريكية، عبر الوقت اكتسبت استطلاعات الرأي أهمية متزايدة في أوقات الانتخابات، لأنها تعطى مؤشرات تفيد في تحريك الى ضرورة التحرك بين الجمهور المترددين، كما أنها تفيد في تبصير الرأي العام بمدى هبوط وصعود مرشح عن مرشح، ومن ثم يعتبر البعض أنها ضرورة لتوجيه أداء الحملات الدعائية للمرشحين أنفسهم، تمام كممارسات نتنياهو مرشح حزب الليكود وادارة الفنية والتنظيمية للراي بالشراع الاسرائيلي، لحرف انظارهم عن التهم الموجه له.

اقحام الاستطلاعات للساحة السياسية اثار جدلا كبيرا بين المختصين والساسة لأهمية اعطاء الشرعية او عدم منحها ورفضها كليا خاصة الجهات الحزبية التي لا ترغب في ممارسة الاستطلاعات، المؤثرة على الناخب وكثيرا ما توجه الناخب المرتبك، تمام كما رفض ليبرمان نتائج الاستطلاعات التي تشير لعدم حصول حزب يسرائيل بيتنا نسبة الحسم التي تؤهله لدخول الكنيست.

وهذا يثير تساؤلات عديدة حول الاستطلاعات، هل الاستطلاعات تقرر مصير العملية الانتخابية؟ هل هي جزء من الديمقراطية الممنوحة من الدولة، مدى الحق الممنوح للاستطلاع في التأثير على الناخب الخارج الحياة الحزبية ولم يحسم قراره؟ مدى القوة التي يمتلكها الاستطلاع في اثارة الحرب النفسية بين القادة المنافسين والاحزاب التي يقودونها؟ وغيرها من التساؤلات المثارة حول الاستطلاعات ودورها في العملية الانتخابية، نؤكد في ان الاحزاب المنافسة في العملية الانتخابية لا تتنافس على الناخبين الذين حسموا امرهم او المنتمين لأحزاب سياسية محددة، بل على الذين لازال يحطهم حالة ارباك ولم يتخذ قرار لمن سعيطي صوته كناخب، لان هذه الفئة هي أكثر فئة قادرة على حسم النتائج الانتخابية، وبالتأكيد الاستطلاعات لا تحسم العملية الانتخابية لكنها ممارسة ديمقراطية تعتمدها معظم الدول التي تهتم بالمراكز البحثية والدراسات الاكاديمية، وتساهم في المواجهة الديمقراطية في الحلبة السياسية.

 استخدام استطلاع الراي في اسرائيل ليس جديدا، وليس بعيدا عن اجراءات التقييد القانونية الواضحة من قبل الدولة والجهة التي تنوي اجراء استطلاع ان تلتزم في القواعد القانونية المطلوبة وفق الموعد القانوني المحدد، سواء المراكز العلمية والاكاديمية او وسائل الاعلام المهتمة بشكل كبير ودائم بإجراء استطلاع للراي عند الحاجة لذلك كان  سياسي او اجتماعي او حتى ثقافي، لكنهم يهتمون أكثر ويركزون جهودهم ابان العملية الانتخابية، وهي حقيقة تأثيرها يكون واضحا ومرشدا للأحزاب المتنافسة على الوقوف امام برامجها وخططها او اجراء تعديلات على طريقة ومادة الدعاية الانتخابية، وفي الحالة الاسرائيلية كنظام متعدد الاحزاب، المنافسة لا تكون  بين احزاب كثيرة بل بين حزبين كبيرين يتصارعون على عملية الفوز وباقي الاحزاب الصغيرة تسعى لكسب الدخول في الكنيست خاصة بعد رفع نسبة الحسم المطلوبة لدخول الكنيست3.5 من نسبة الاصوات القانونية. 

 تبقى للانتخابات الاسرائيلية 27 يوم وطريق الثبات غير موجودة بين المتنافسين، والكل يسعى لكسر الاخر وايقاع أكبر خسارة ممكنة له، وما بين استطلاع واستطلاع حالة من التغير الواضحة أمس القريب الفارق بين حزب الليكود وقائمة ازرق ابيض كبير، سرعان ما استعاد الليكود عافيته وقلص الفجوة، لحين اخر استطلاعات التي اعلنتها اخبار13 عن تراجع قائمة ازرق ابيض لصالح كتلة اليمين، ودخول حزب يسرائيل بيتنا نسبة الحسم بخلاف كل الاستطلاعات السابقة، مما يعني اننا امام حالة من التغير وعدم الاستقرار السياسي والامر مرشح لمزيدا من التغيرات، وكلما اقترب موعد الانتخابات احتدت المنافسة بين الاحزاب، واشتد الولع بالاستطلاعات المثيرة للاهتمام.