كلماتنا : هل أصبحت أداة لإنجاحنا واسقاط الآخرين بقلم:أ.ختام حمايل
تاريخ النشر : 2019-03-14
كلماتنا : هل أصبحت أداة لإنجاحنا واسقاط الآخرين بقلم:أ.ختام حمايل


كلماتنا : هل اصبحت اداة لإنجاحنا و  اسقاط الاخرين

أ.ختام حمايل/باحثة اجتماعية

اصبحنا اليوم في عالم مفتوح متباعد متقارب الاطراف  تتباين فيه  الاهواء  و تتزاحم فيه الآراء , متقلب لا يملك تواجهً واضح المعالم  في أي حقل او سياقِ كان سياسيا او اجتماعيا او  ثقافيا او غير ذلك . فقد فُتحت امامه قنوات  و طرق الظهور و الانتشار بمختلف اشكالها و التي بدورها سمحت بتفشي افةِ انسانية جديدة: هي الكلمات و العبارات   التي تفلتت  من افواه تائهة لتزيد من وطئة الم المتألمين ووجعهم  دون الاهتمام بتأثيرها عليهم ، فالكل اصبح فجأة يمتلك موهبة التنظير و التعليم و الفصاحة اللغوية المتجردة من الحس الانساني . ليمعن في توجيه الكلمات دون اهتمام او احترام  للأخرين متجاوز بذلك القيم و المبادئ و الاخلاق الانسانية .

 فما الذي جعلنا نصل الى هدة النقطة التي اعتبرها سوداء في تاريخ عالمنا الانساني ؟

وهل كانت مختبئة في مضامين مُجّملة في الماضي  ام انها  اصبحت موضة و احد اسباب الشهرة للبعض

ربما هذه التساؤلات تجبرنا  جميعا  في ان نمعن التفكير بها و ان نتوقف عن تحويل انفسنا الى علماء و منظرين ، فالمواقع الافتراضية المختلفة و التي تعطي بمضامينها الحالية ما يتيح و يسمح للبعض بالتنمر اللغوي و التناصح المختل ـ الذي لا يستند على علم او حقيقة او فهم صحيح.

فما نراه و نسمعه و نعلق عليه صوتا وصورة و كتابة في المواقع الافتراضية او في الاجتماعات المباشرة و حتى في التعاملات في مختلف المضامير سواء في العمل او المنزل او المدرسة و الجامعة و غيرها يثير نوازع الاستغراب و التعجب من كم التردي الانساني الذي يمارسه الانسان اتجاه الانسان الاخر من خلال التفوه بكلمات و عبارات قاسية في اقل توصيف.

اذكر في طفولتنا اننا تعملنا حديث نبويا كان منارة لنا في تعلم اصول الحديث و الكلام «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرًا أو ليصمت، »صدق رسول الله .و ما أكثر الكلمات التي تقال اليوم دون وجه حق يراد بها احباط او إيذاء او تثبيط الاخرين ، و سواء أكانت هذه الكلمات قد قيلت بقصد او بغيره فإنها احدثت شرخا كبيرا في قلب المتلقي باختلاف عمره و علمه و درجة قربه.

و لا يقصد هنا  تفضيل الكذب او النفاق الاجتماعي و التعاطف اللامنطقي بدون سبب ـ بل على العكس تماما فما يطرح هنا هو السعي نحو الصدق  في العبارات و تجميلها بما يقربها لعقل و قلب المتلقين باختلافهم . حتى في قول حق او حقيقة فقولها يحتاج الى لسان صدق يكون عونا في توصيلها و تبلغيها ، و يحقق المراد منها و ليس العكس.

وقد ورد أن استقامة اللسان من خصال الإيمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا يستقيم إيمان عبد حتى يستقيم قلبه، ولا يستقيم قلبه حتى يستقيم لسانه»