الأصالة الحقيقية (حوار) بقلم م . نواف الحاج علي
تاريخ النشر : 2019-03-14
الأصالة الحقيقية (حوار) بقلم م . نواف الحاج علي


شمس الأصيل -
أيتها الفرس الأصيل – ما لي أراك ساكنة حزينة في مكانك !! وكأنك تفكرين في أمر ما
الفرس الأصيل –
وكيف لي أن أغادر هذا المكان وأنا أنعم بتلك الأشعة الذهبية الحانيه - وأرقبك وأنت تتسللين بهوادة نحو الغروب وكأنك تودعين الكون وهو يخرج من أحضانك برفق – واني احاول ترجمة لغة الحب التي تتبادلانها بصمت العشاق – لكنها لغة يصعب فك ألغازها ؟؟؟ بل لعل الليل في انتظارك وهو موطن السمار وملاذ المهمومين وماوى الحالمين --- ؟؟؟
الشمس -
لقد عرفت أن أصالتك مستمدة من نسبك الذي لم يخالطه تهجين ولا تدنيس انه النسل العربي الأصيل !! وأعجب من وقوفك وحيدة دون فارس في هذا الوقت عند الغروب !!؟؟
الفرس –
ان الليل بسحره وغموضه يشدني الى آفاق وذكريات بعيده الا أنني بانتظارك في الصباح !!!
--- لقد باعني صاحبي الى منافق كذاب يرتدي ثياب المجد ولكنه من الداخل نذل احمق - فما أن حاول امتطاء صهوتي حتى القيت به على قارعة الطريق واتبعته برفسة افقدته وعيه - وجئت الى هنا لاستمتع بجمال الغروب فانا اصيله ولن يرتدي صهوتي الأصيل - وأنا واثق أن صاحبي الأصيل سوف يتدارك خطأه ويأتي ليعيدني الى حضيرته معززة مكرمه ---
الشمس –
وكيف عرفت صفات هذ الأحمق الذي تتحدثين عنه بأقبح الصفات دون أن تجربيه ؟؟؟
الفرس –
ألا تعرفين أن الأصيل يشتم رائحة الناس من بعيد ولديه الفراسة الكافيه ليعرف معادنهم -- !!!
الشمس -
وهل تصفين لي هذا العربي الأصيل صاحبك ؟؟ وهل له وجود في هذا الزمن الذي تاهت فيه العقول وتغربت فيه القيم !!؟؟
الفرس -
نعم فان الانسان لا يقيم بمظهره الخارجي ولا بوفرة ماله أو جاهه أو سلطانه - بل الانسان يقيم بما يحمله في داخله من قيم ومبادئ مستمدة من عقيدة امته ودينها - انسان يتصف بالحكمة والصبر والرجولة والشرف– لا يتطفل على موائد الحضارات الاخرى بما يتعارض مع دينه – ليس منغلقا على ذاته وليس عنصريا بطبعه ولكنه منفتح على العالم بما يتفق مع ثقافته وقيمه – يعلم تماما ان مقومات وجود امته يعتمد على تمسكها بعقيدتها وتاريخها ولغتها وتراثها - لا تأخذه رياح العولمة بعيدا لتلقي به على فتات الشرق والغرب ----
الشمس –
وهل يدرك صاحبك ما آلت اليه أمته من تراجع بعد أن وصلت في يوم ما الى الصف الأول في قيادة العالم ؟؟؟
الفرس –
لقد جرب فارسي السباقات وهو يعرف أن لكل حصان كبوه – ولكنه دوما يقف بصلابة الرجال ليواصل السباق - وهكذا الأمم المتحضره - وان أصابها الوهن في مرحلة من تاريخها الطويل فلا بد أن تصحو من غفلتها وتعاود السيرعلى طريق العزة والتقدم – وما هذه المخاضات العسيره التي تمر بها الامة الا نتيجة حتميه لشعورها بان الوقت قد حان للسيرعلى المنهج الرباني الذي أمدها الله عز وجل به ولا بد أن تكافح كفاحا مريرا للحاق بركب العلوم والتقدم - بل ان دورها يتعدى ذلك لتقود العالم نحوعقيدة التوحيد وحرية الانسان الحقيقيه ----