ملف صيف 1988 بقلم:حسيب الصالحي
تاريخ النشر : 2019-03-01
حسيب الصالحي
لم يسبق لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أن مر بفترة عصيبة تشبه الفترة الحالية التي يمر بها، حيث تحاصر النظام الأزمات الحادة من كل الجوانب، ويتراجع دورهم بشكل أو بآخر في المنطقة والعالم وترتفع درجة رفضهم وكراهيتهم من جانب شعوب ودول المنطقة والعالم بدرجة غير مسبوقة خصوصا بعد افتضاح ممارساتهم وأعمالهم المعادية للشعب الإيراني وشعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، وخصوصا بعد العمليات الارهابية التي قاموا بها في عام 2018 ضد بلدان غربية، وإن هناك سياق من الممکن أن يٶدي وبصورة تدريجية الى کشف ملفاتهم الاجرامية وبشکل خاص ملف مجزرة صيف عام 1988.
حركة المقاضاة التي قادتها زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، خلال عام 2017، نجحت في كشف معظم جوانب مجزرة صيف عام 1988، التي ارتكبها النظام وأعدم فيها أكثر من 30 ألفا من السجناء بسبب أفكارهم الإنسانية التحررية فقط، وصار الرأي العام العالمي وإلى حد بعيد على معرفة واطلاع بهذه الجريمة النكراء مثلما أن الأوساط السياسية والمحافل الدولية ومن خلال التحركات والنشاطات الدٶوبة للسيدة رجوي باتت هي الأخرى على معرفة بهذه الجريمة وجوانبها المختلفة. ومن الملفت للنظر أن تعود هذه الجريمة الى الواجهة مرة أخرى عندما بادرت الجمعية العامة للأمم المتحدة الى نشر بيان لمنظمة العفو الدولية دعت فيه الى مراجعة جرائم سلطات النظام الايراني الحالية لمشاركتهم في مجزرة السجناء السياسيين 1988. وقد ذکر البيان بأنه"بين أواخر تموز/ يوليو وأوائل أيلول/ سبتمبر 1988 ، ... ألقى مسؤولو النظام الإيراني الآلاف من المعارضين الذين سجنوا بطريقة غير عادلة لآرائهم السياسية ومعتقداتهم الدينية ، واختفوا سرا بموجب فتوى سرية أصدرها خميني وتم إعدامهم خارج نطاق القضاء."
إثارة هذا الملف الذي يثير قلق القادة والمسٶولين الايرانيين کثيرا، تتزامن معه عودة الملف النووي مجددا للطرح بعد إلغاء الاتفاق النووي من جانب الولايات المتحدة واتخاذ خطوات مؤثرة جدا ضد النظام، کما إنه يقترن أيضا مع أوضاع داخلية غير عادية بالمرة مع دور ونشاط وحضور غير مألوف للمقاومة الايرانية الى جانب أن المجتمع الدولي صار لا يرتاح أبدا للدور والتواجد المشبوه لهذا النظام في بلدان المنطقة، كما ينظر بعين الريبة والشبهة الى الأحزاب والميليشيات التابعة له في بلدان المنطقة، وإن الترکيز على ملف صيف عام 1988، ملح وضروري جدا لأنه يصحح خطئا کبيرا أقدم عليه المجتمع الدولي تجاه الشعب الايراني قواه الوطنية التحررية عندما تجاهل هذه الجريمة رغم إن منظمة العفو الدولية إعتبرتها جريمة ضد الانسانية ودعت الى محاسبة مرتکبيها.