الدكتورة بقلم:مهدي العامري
تاريخ النشر : 2019-02-24
مضت اربعون سنة ,,,على تخرجها من كلية الطب ,,من جامعة الموصل ,,,حينما حصلت على شهادة الطب الجراحي,,وكان عمرها حينذاك الخامسة والعشرين ,,,
كان ابوها مدير قسم الجراحة في مدينة الطب,,
وكانت امها ,,,مديرة قسم النسائية والتوليد ,,,في مستشفى الكرامة,,,
وكان عمها ,,,سامي,,,طبيب عيون,,,
وعمتها سامية ,,,طبيبة تحليلات مرضية ,,
وكذلك خالها,,,وخالتها,,
وجميع اقاربها ,,,
كانوا اطباء ,,عيون ,,وجراحة,,,وباطنية,,وقلبية ,,,وصدرية,,,وعصبية,,,ونفسية ,,,وكلشي وكلاشي,,,
وكانت ,,,دكتورتنا ,,,جميلة,,,ومثقفة ,,,ولم ينقصها شيء,,,ولاشيء,,,سوى رجل ,,,يحبها,,,وتحبه,,,,ليتزوجا,,,ويعيشون مثل بقية الاوادم ,,,
تقدم اليها ,,,محامي,,,فرفضته,,,لانه كان يعاني من رعشة خفيفة ,,,في كفه اليمنى ,,,بسبب حادث مروري قديم ,,,
وتقدم اليها ,,,مدرس لغة انكليزية ,,,وايضا,,,رفضته,,,لانه كان يتكلم باللغة الانكليزية ,,طوال الوقت,,,طوال الوقت ,,,
وتقدم اليها ,,,احد ضباط الداخلية,,,الكبار,,,وايضا,,,رفضته,,,لانه كان يقضي جميع ساعات يومه,,,جميعها,,,في مطاردة المجرمين,,,من لصوص المال والجنس والمخدرات ,,,
تقدم اليها ,,,الكثير,,,من المهندسين,,,والمحامين,,,والضباط,,,والمعلمين ,,,والمدرسين ,,,والمثقفين,,,والمفكرين ,,,والاساتذة ,,,والقضاة ,,,والموظفين,,,
لكنها,,,رفضتهم,,,وقررت عدم الزواج ,,,الا,,,بطبيب جراح ,,,يفهم ,,ثقافتها,,,وانوثتها,,,ويلبي جميع احتياجاتها ,,,الجنسية ,,,والمادية,,,والنفسية ,,,والجراحية,,,والعصبية,,,والمفصلية,,,والشحمية,,,واللحمية,,,دون تردد ,,,ودون ممانعة ,,,

ذات مساء,,,طرق بابها ,,,الدكتور "دريد"’’’الاستاذ المساعد ,,,,في كلية الطب,,,الجامعة المستنصرية ,,,قسم الجراحة ,,,ليطلب يداها,,,من اباها ,,,الجراح الماهر,,,
وافقت ,,,الدكتورة,,,الجراحة,,,ووافق اباها الدكتور الجراح ,,,ووافقت امها ,,,طبيبة الجراحة النسوية ,,,
ووافق عمها ,,,الطبيب,,
ووافقت ,,عمتها,,,الطبية,,,
ووافق ,,خالها الطبيب,,,
ووافقت ,,,خالتها الطبيبة ,,,
ووافق جميع اطباء العشيرة ,,,
واطباء المنطقة,,,
واطباء المدينة ,,,
واطباء الوطن ,,,
حتى الاطباء ,,,المهاجرين ,,والمقيمين ,,,في بلاد الغربة ,,,بعد هروبهم ,,,من الوطن,,,بسبب عمليات القتل والتصفية ,,,التي قادتها عصابة "حسنة ملص" الشهيرة ,,,ضد الاطباء,,,والمثقفين,,,والكتاب ,,,والشعراء ,,,وافقوا على هذا الزواج الطبي ,,,المناسب ,,,والمتناسب ,,,لجميع الاطراف ,,,

قبل يوم واحد ,,من ليلة الزفاف ,,,وبينما كان الاستاذ الطبيب الجراح ,,يقود سيارته "الجارجر ",,,الى بيته الكائن في المنصور ,,,بعد ان اكمل عمله في عيادته الجراحية الكائنة في حي البنوك ,,,اوقفته مفرزة امنية وهمية ,,,وطلبت منه الترجل ,,,
اخذوه الى مكان مظلم ,,,واطلقوا عليه ,,,,صطعش رصاصة ,,,
اربعة ,,,في الراس,,,
واربعة ,,في القفص الصدري,,,
واربعة ,,,في الحوض,,
واربعة ,,,في القدم اليمنى ,,,لكي ,,,لايستطيع المشي ,,,
سرقوا ,,,سيارته,,,ومضوا الى مكان مجهول ,,,وقيد الحادث,,,ضد مجهول ,,,
سمعت ,,,الدكتورة ,,,بالخبر المؤسف ,,,فاصابتها ,,,غيبوبة ,,,استمرت لاكثر ,,,من اربعة ايام ,,,
وحينما افاقت ,,,قررت ,,,عدم الزواج نهائيا ,,,
لكن اباها ,,,الطبيب الجراح,,,
وامها,,,الطبيبة الجراحة النسائية ,,,
اقنعاها,,,بالتريث ,,
لانها,,,ما زالت صغيرة ,,,وجميلة ,,,ودكتورة ,,,والف واحد,,,يتمناها ,,,,
وهاهي الآن ,,,في عمر الخامسة والستين ,,,ولم تتزوج ,,,ولم يتمناها احد,,,,