الفلسطيني سينتصر بقلم:د.صالح الشقباوي
تاريخ النشر : 2019-02-23
الفلسطيني سينتصر بقلم:د.صالح الشقباوي


الفلسطيني سينتصر

د.صالح الشقباوي
جامعة الجزائر
لا اظن ان هذه المسيرة الفلسطينية المعبدة بشلالات دماء الشهداء والجرحى وعذابات الاسرى ستذهب سدى ...بل سينتصر الفلسطيني على كل المؤامرات المتدحرجة ، وسيقيم دولته المستقلة ، وسيحقق حلم القائد الشهيد الرمز ياسر عرفات ، هذا اليقين وهذا الحكم لا استمده من ابستمولوجيات الوعي الطوباوي الافلاطوني ، ولا استحضره من عقل فيخته الرومانسي ، ولا من لوحات القمر لمونيير ، بل انطلق من داخل مكونات العقل الفلسطيني الذي يقود الجسد في رحلة بحثه عن وطن اطيح به خارج مكونات التاريخ...
فنحن شعب يسيطر على مناطق شعورنا ولا شعورنا قوى الروح الداعمة لديمومة اليقين واستمرارية الايمان به..وهذه القوى المهيمنة تنتج يوميا المزيد من انزيمات الصبر والثبات والعزيمة داخل مناطق الجسد، لتتوزع سيولة غير مرئية على اجزاء الروح بكل مكوناتها لتنبت املا وترفع منسوب اليقين عندنا في الثبات واليقين في الانتصار ..فكما تعلمنا ان لكل فعل دوافعه ومحدداته وبالتالي فالدوافع والمحددات عند الفلسطيني هي دوافع ويقين وايمان وطني تتوارثه الاجيال جيلا بعد جيل من خلال السياله الوطنية التي يتلاقها العقل والجسد والروح الفلسطينية اينما كان زمانيا ومكانيا ..خاصة وان فقه اللاشعور الوطني الفلسطيني يعكس داخل الذات ويبرز ما هو وطني وتاريخي فوق اسطح مرايا الذات الداخلية العاكسة لارتدادات ضوئها فوق سطح الضمير .
خاصة وان التهديد الصهيوني الآني يحاصر الذاكرة الفلسطينية ويحاصر التاريخ ..ويريد افراغهما من محتوياتهما بجرة قلم توراتي غاشم كتبته ايأدي الحاخامات الصهاينة الجدد...فالفكرة الحاخامية المعاصرة والتي قتلت برؤياها وحقدها رابين ..تعيد نشر قصصها وروايتها على اتباعها الحاكمين في اسرائيل..لبث السم والحقد والكراهية وتجديد البيعة لعداء كل ما هو فلسطيني ، انطلاقا من مقولات كهنوتية ظالمة تنسب الى" يهوى الههم" اله القتل والنساء والاباحة ..اله لا يفكر في ملكوته..ومخلوقاته..بل يفكر ويرعى ويكلم شعبه المختار ..الذي جدد بيعته لافكاره الحاخامية والتي تعتمد على عمودين متلازمين افناء الفلسطيني واخراجه من كنه التاريخ.. واعلاء شأن عبوديته واستعباده.. والتخلي المطلق عن فكرة الايمان..بالمساواة والعيش المشترك على ارض واحدة ..ورفضهم الانصياع للحقائق التاريخية ..وكيفية بناء الحقائق..التي يؤكدها التاريخ ..بأجزائه الثلاث ( ماض، حاضر، مستقبل )والتي تقول اننا كنا هنا وكان هذا الوطن لنا قبل ان ياتي ابراهيم من اور لاجئا اليه..هربا من النمرود واعوانه...فهذه حتمياتنا الوطنية التي نؤمن بها ونؤسس عليها براهيننا ومدركاتنا في صراعنا معكم ..وهي التي تضفي شرعيات نضالنا ضدكم وضد احتلالكم ..انها يقيننا الراسخ المكتوبة في صفحات كتاب بقاؤنا واستمرار حلمنا ان نقيم دولتنا وننتصر .