الاعتراف بالأمر الواقع بقلم:مها أمين
تاريخ النشر : 2019-02-22
مها أمين
إعتاد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وبصورة ملفتة للنظر على التقليل دائما من دور المجلس الوطني للمقاومة الايرانية وبشکل خاص منظمة مجاهدي خلق التي تشکل أهم وأقوى طرف فيه، وقد دأبت منذ أعوام طويلة على بث ونشر إشاعات مختلفة مفادها بأن منظمة مجاهدي خلق لم يعد لها من وجود في داخل إيران وقد إنتهى دورها تماما ولم يعد لها أي تأثير على الشعب الايراني، وقد قامت بتسويق هذه الاشاعة المغرضة وبثها بمختلف الطرق وللأسف فقد وجدت طريقها لأسماع بعض القطاعات في الشارع العربي وصاروا هؤلاء يرددون هذه الاشاعة من دون أن يتمحصوها ويتأکدوا من مصداقيتها وواقعيتها والانتباه بأن لطهران أکثر من غاية وهدف من وراء ذلك.
لم يکن سهلا بالمرة على المقاومة الايرانية عموما وعلى منظمة مجاهدي خلق خصوصا، دحض وتفنيد تلك الاشاعة المغرضة التي وجدت لها مساحة ما وإنتشرت وترسخت فيها، غير أن هذه المنظمة التي معروف عنها المطاولة والاصرار والاستمرار في التحدي، واجهت هذه الاشاعة بصبر ومثابرة غير عادية وتمکنت رويدا رويدا من توضيح الامور ووضع النقاط على الحروف وکشف الاساليب الملتوية للنظام وفضح مخططه بهذا الخصوص، وتوضحت الحقيقة لقطاع عريض من الشارع العربي الذي کان لايسمع او يعرف شيئا عن المقاومة الايرانية او منظمة مجاهدي خلق إلا من خلال النظام الايراني او قنوات مرتبطـة به او تابعة له.
المواجهة الضارية والمريرة بين النظام الايراني ومنظمة مجاهدي خلق، والتي شهدت فصولا دامية ومراحل غير عادية طوال العقود الاربعة الماضية، لم يتمکن النظام الايراني ومن خلال إستخدامه لمختلف الاساليب والوسائل والطرق من تحقيق حلمه المنشود بإنهاء منظمة مجاهدي خلق والقضاء عليها قضائا مبرما، لکن وفي مقابل ذلك، ومع أخذ الامکانيات غير المتکافئة للطرفين بنظر الاعتبار، ومع کل ذلك الکم الهائل جدا من الخسائر الفادحة التي تکبدتها منظمة مجاهدي خلق حيث بلغ مجموع ماقدمته من شهداء في هذه المواجهة الدموية الطاحنة غير المتکافئة 120 ألف شهيد، غير انها تمکنت في نفس الوقت من فتح أکثر من ثغرة في جدران النظام وزعزعة أکثر من رکيزة اساسية من الرکائز التي يقوم عليها، ولاسيما انها تمکنت من فضحه وتعريته أمام مختلف المحافل الدولية والاقليمية وأثبتت ماهيته الشريرة وکونه مصدرا رئيسيا للتأثير السلبي على السلام والامن والاستقرار في المنطقة والعالم.
الاعترافات الاخيرة التي أدلى بها وزير الخارجية الايراني في مٶتمر ميونخ والتي صب فيها جام غضبه على الدور الذي تقوم به منظمة مجاهدي خلق وکونها قد إستقطبت الاهتمام الدولي وصار لها تأثير على مراکز القرار، حيث قال فيما وهو يلمح للمنظمة:" أمريكا تستمع إلى الأصدقاء الخطأ، وما زلنا نحن متواجدين. الأمر الواضح أن أولئك الذين كانوا في قائمة الإرهاب في أوروبا عام 2012، ماذا حدث أنهم شطبوها من قائمة الإرهاب بين عشية وضحاها؟ ... في عام 1998، وضعت الولايات المتحدة منظمة مجاهدي خلق على قائمة الإرهاب، وفي عام 2012 تم شطبها من القائمة."، بل وإن ظريف قد کشف عن تأثيرات حملات المقاومة الايرانية وتظاهرات الجالية الايرانية التي كانت تجري في آن واحد مع مؤتمر وارسو وأكد قائلا: تحدث رودي جولياني لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالأمس. أصبح جون بولتون منزعجا لأنه وعد منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بالاحتفال بهم في عام 2019 في إيران، لكنهم ما زالوا في باريس. ويتحدث جون بولتون في مراسيم مجاهدي خلق السنوية.
وهذا کله يدل على إن المنظمة مازالت تشکل العقبة والمشکلة الاکبر لهذا النظام ولايتمکن أبدا من إخفاء خوفه وتوجسه منها، وکيف لا وهي تجسد أمرا واقعا يضطر النظام للإعتراف به رغما عنه.