تلك هي الحقيقة - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-02-22
تلك هي الحقيقة - ميسون كحيل


تلك هي الحقيقة

يوم بعد يوم تترسخ لدي قناعة تامة أن المصلحة الخاصة تتربع وتتسيد في المواقف الجادة ولا تستثني منها المواقف شديدة الحساسية لدى شريحة عريضة من السياسيين والاعلاميين و المثقفين وأصحاب الرأي -إلا من رحم ربي- ؛ إن الجدل وحالة الاستقطاب التي تمر بها النخب الفلسطينية -وليس الشعب الفلسطيني المقهور- في الوقت الحالي هي الأقرب لما مررنا به مطلع القرن العشرين وتكالب الجميع وتآمرهم علينا وتقسيم بلادنا من خلال حالة من التراخي التي تركت المجال لقيام دولة الاحتلال بكل أريحية وقتل أي محاولة لقيام دولة فلسطين حتى هذه الأيام! ما أشبه اليوم بالأمس؛ فأصحاب الطرابيش من الأفندية والبكوات والعائلات والتي كانت تدعمها دول عربية مختلفة كما يحصل الآن تماماً بمسميات مختلفة وجديدة تناسب المرحلة من أشخاص وتنظيمات ومنظمات ومراكز ودكاكين الخ .. دول تدعم في الظاهر لحسابات اقليمية لكن في النهاية النتيجة تصب في صالح دولة الاحتلال! تلك التنظيمات التي تتقلب من نظام إلى آخر ومهما يكن؛ في المحصلة نحن من نخسر وندفع الثمن كما دفعناه مطلع القرن الماضي ولا زلنا.

والنخب الفلسطينية التي يفترض أن تكون الرافعة لتوجيه الشعب الفلسطيني تدخل في معارك لا نخرج منها سوى بمزيد من التشتت والتشرذم؛ وغالباً ما يخرج منها الاحتلال رابحاً.. وأخر معاركها كانت للدفاع عن الدكتور نشأت الأقطش أو مهاجمته لأنه طبع بقبوله مواجهة اسرائيلي عبر قناة الجزيرة،  لا أعتب على الأقطش لما بدر منه حول المنظمة فدوافعه وخلفيته معروفة؛ والعتب على أولئك الذين ارتاحوا لاعتذاره وبدأوا بإعادة توجيه السهام نحو السلطة الفلسطينية ومقارنة لقائه عبر الجزيرة بلقاءات أخرى.. نعم سأتفق معكم بأن كل هذا تطبيع لكن لماذا الصمت على تخوين منظمة التحرير ألا يندرج مع ما تريده اسرائيل ومعها معظم العرب؟! ألا تستحق معاناة آلاف الأمهات والعائلات الفلسطينية التي خسرت أبنائها إما شهداء أو أسرى أو جرحى الدفاع عنها؟!

 هل آلاف الشهداء الذين سقطوا في سبيل تحرير فلسطين كانوا من أركان التمثيلية؟! هل آلاف الأسرى من أركان التمثيلية؟! هل آلاف الجرحى كذلك؟ هل.. وهل.. وهل؟؟ لماذا الدفاع عن الإنسان الفلسطيني (وقودنا) في مقارعة الاحتلال يكون بخجل وعلى استحياء؟ هل لأن المعركة يجب أن تكون موجهة دائماً نحو المنظمة والسلطة وفتح؟! نعم هناك ملاحظات حول أداء المنظمة والسلطة لكن هل هذا يبيح الصمت على جريمة الأقطش؟ 

إن الآلة الاعلامية المبرمجة التي تتحرك مع أو ضد وتغفل عمداً معاناة الشعب الفلسطيني المقهور فعلياً على الأرض تندرج ضمن الحرب القائمة لتصفية القضية الفلسطينية؛ وإن نجحت لن نعرف مقاصدها إلا متأخرين للأسف كما دائماً.. وهنا أسأل النخب الفلسطينية هل دماء وتضحيات عشرات الآلاف فيها رأي ووجهة نظر؟! وأيضاً لماذا الدول التي تطبع مع الاحتلال تدعم من يدعي أنه يريد زوال الاحتلال من الوجود؟ كيف يستقيم الأمر؟ و أخيراً لمن يسألني دائماً لماذا لا يوضح الرئيس حقيقة الدور القطري المشبوه ويغمز ويلمز في قناة الرئيس وأولاده؟ .. والجواب عندما يوضح الرئيس حقيقة الدور الاماراتي وغيره من الأنظمة العربية سيتحدث بالتأكيد عن دور قطر وتلك هي الحقيقة.

كاتم الصوت: كل من أراد  الشهرة يعلن غضبه المزيف المفبرك والمدفوع الأجر على منظمة التحرير الفلسطينية؟!

كلام في سرك: تنسيق فلسطيني عربي إسرائيلي في محاولة لإيجاد البدلاء! أشخاص و مؤسسات!

من خارج الموضوع : عمل السفارات عمل وطني يدعم المواطن وليس عمل مخابراتي يشوه صورته! للحديث بقية وما خفي أعظم .