قراءة في كتاب التفكير في زمن التكفير ضد الجهل والزيف والخرافة للدكتور نصر حامد أبو زيد
تاريخ النشر : 2019-02-18
بقلم:محمد زيطان باحث جامعة عبد المالك السعدي كلية الاداب والعلوم الانسانية تطوان
موضوع الدراسة:قراءة في كتاب التفكير في زمن التكفير ضد الجهل والزيف والخرافة للدكتور نصر حامد أبو زيد .
يقع الكتاب في 400صفحة ،الناشر المركز الثقافي العربي الدار البيضاء -المغرب، يطرح الكتاب أهم الموضوعات التي أحدث جدلاً واسعا في مسألة تحرير العقل والإرادة في التفكير  ،وبهذا أمضى نصر حامد أبوزيد في تناول تصورات تندرج في صياغة منظومة مفاهمية منفتحة نوع ما ،وهي تقدس العقل ،وهو درب شَقه أبوزيد في مساءلة النص الديني وراح الرجل يعيد ترتيب الوقائع النصية بما يتعارض مع السياق الإيماني ،وتتبع تحولات المعني بماسماه بمأذق التأويل الذي وقع فيه المفسرون الأوائل للقرآن ،ناكرا كلاسيكية التفسير وتتبع النص بمفاهمية جديدة لمواجهة التأويلات التقليدية للخطاب الديني وبناء سياقات جديدة تشكل رمزية تاريخية واجتماعية ،يطرح المفكر أبوزيد وانطلاقات من مدرسة التجديد (للإشكاالإنسانية، وتصدى في كتاباته لتأويلات الخطاب  القرآني مواجها فيها التأويلات المجازية للمعتزلة  والرمزي للمتصوفة ،والبرهاني الفلسفي ،وراح يبني على تلك التصورات المنهجية ويعضدها بأخرى مستقاة من المنهجيات الحديثة ،وانخرط أبوزيد في مواجهة خصومه وأسس تاريخية لبنية الخطاب الإلهي ،وبدأ ينظر بفضل قراءاته التحليلية النقدية،والإفادة من مناهج الألسنة والأسلوبية وعلوم السردية ،وماسواها من علوم المنهجية المستخدمة في حقل العلوم الإنسانية،تناول أبوزيد في كتبه بأن فصل ماسماه الأصل الثانوي وهو(السنة )والثابت وهو القرآن ،وتناول في كتابه مفهوم النص ،بما أسماه بخطاب القرآن منتجا ثقافيا في البداية ،ومن هنا بدأت ثورة الطرف الآخر الذي قاده عبدالصبور شاهين الذي أعد تقريرا كاملا يشرح فيه أفكار أبوزيد عن الإنتاج العلمي للباحث عن كتابه (الامام الشافعي وتأسيس الأيدلوجية الوسطية) مدعما فيه اتهامات التكفير لأبوزيد وبدأت المناورات الكلامية من داخل حرم الجامعة التي أفضت الى حرمان أبوزيد من الترقية لدرجة (الأستاذية) كما وقف محمد بلتاجي واسماعيل سالم ،وكتبوا مقالات ،وأصبحت قضية أبوزيد العنوان الأبرز للصحافة وتناقلته اقلام ركزت في انتقاد كل اضافاته العلمية وهي جهود بذلت لاسكات خطاب أبوزيد ،وهو مااعتبره الطرف الآخر بالخطر الذي يمثله خطاب أبوزيد على نقيضه الخطاب الديني ،في كتاب نقد الخطاب الديني المعاصر آلياته ومنطلقاته الفكرية ،اعتبر ابوزيد أن مسألة الخلاف بين الأعتدال والتطرف التي تندرج في بنية الخطاب الديني ليس خلافا في النوع بل خلاف في الدرجة ،وركز نصر حامد بأن تحليل الخطاب يهتم اساسا بالبعد التداولي للغة ،أي بمايقوم به من تأثير من خلال عملية الاتصال ،وهذا مااعتبره الرجل بأنه (ينفي تماما التفتيش في النيات والضمائر ولهذا يسمي ب(علم تحليل الخطاب) وينبو عن استخدام مصطلح الأفكار ،واعتبر جماعة شاهين بأنه اذاكان دعوة الباحث (أبوزيد) دعوة للتحرر من سلطة النصوص ،واعتبر أنه هيمنة الشمول التي اضافتها الكتابات التحررية ،ويدعو الرجل ضرورة التحرر من عبودية القراءة النصية الحرفية وبضرورة التأويل بحسب رؤوية تاريخية موضوعية للنص،ويشرح شاهين حول فهم ابوزيد للخطاب الديني (العلمانية )وهو سؤال اعتبره اخرون بمحور  الخلاف ،ويبرز مجموعة من المغالطات والتزييف في نقد واقعية الخطاب الديني وتحليله بمنطقية من المفكرين الذين يكفرون الأفكار ويخرجون أصحابها من الملة ،وخُتم الكتاب بمجموعة من الدعاوى القضائية التي رفعت ضد أبوزيد وزوجته الدكتور ابتهال يونس بحجة انفصالهما وكون ابوزيد مرتد وكافر ،فالذين يمثلون الخطاب الإسلامي وهو الاستقطاب بين الاسلاميين والعلمانيين ولكن خصومهم الموصوفين بالعلمانية يتجنبون هذا الوصف ويتحدثون بدلا من ذلك عن الصراع بين الثقافتين الثقافة التقليدية المحافظة وثقافة التنوير اللبرالي من جانب آخر ،فريق الاسلاميين الذين يتقدم كُتابهم ومفكريهم محمد عمارة،وفهمي هويدي ومحمد الغزالي، والجانب العلماني الذي تمثلت كتاباته في فؤاد زكريا وسيد ياسين ،وفريق وسط مثله عبدالمنعم سعيد .
الكتاب طرح في فصليه الاول والثاني تقرير عبدالصبور شاهين وتوابعه وقضية قراءة التراث عامة ،وقراءة خطاب الإمام الشافعي بصفة خاصة ،وفي الفصل الثالث حلل مفهوم التاريخية الذي تناول الهجوم والتقريع عند تلامذة شاهين وبلتاجي وغيرهم ،وفي الفصل الرابع سرد للردود التي تطرقت الى السجال بين المتكلمين من الطرفين ،وختم الكتاب بملحق وثائقي لتوضيح الحقائق ،ودعواي التكفير التي الصقت بأبوزيد بالكفر والردة والمطالبات بطلاق زوجته ابتهال يونس
بقلم الباحث محمد زيطان.