صدور كتاب "كافكا عربياً – أيقونة تحترق" عن منشورات المتوسط – إيطاليا
تاريخ النشر : 2019-02-17
صدور كتاب "كافكا عربياً – أيقونة تحترق" عن منشورات المتوسط – إيطاليا


 عاطف بطرس العطّار يتأمّل أيقونة كافكا التي تحترق عربياً

صدر حديثاً عن منشورات المتوسط – إيطاليا، كتابٌ جديد للباحث والناقد المصري عاطف بطرس العطّار، وجاء بعنوان: "كافكا عربياً – أيقونة تحترق". 

الكتاب يُحلِّل أصداء كافكا في الفضاء الفكري العربي منذ ١٩٣٩، مستندًا على مفهوم للترجمة يتجاوز عبور النصوص الحدود القومية واللغة والثقافة، ليشتبك مع لحظات مفصلية تفجرها هذه النصوص داخل مساحات ثقافية وتاريخية مغايرة، لتفتح آفاق جديدة لفهم ومراجعة مسارات وانعطافات الفكر العربي المعاصر. فبين لحظة إنتاج النصوص (كافكا، براغ، بداية القرن العشرين) ولحظات التلقي العربي (طه حسين، جورج حنين، هزيمة ٦٧، الحرب الباردة، الثورات العربية) تتولد معاني جديدة تضيف إلى تراكم التأويلات حول النصوص الأصلية، وتطرح أسئلة تتعلق بالحمولات والطاقات والإمكانات الكامنة بداخلها. وبالتالي يرسم الكتاب جغرافيا بديلة للأدب العالمي بعيدًا عن جدليات المركز والهامش والتأثير والتأثر.

ولم تختلف الآراء حول أهمية هذا الكتاب، الذي أعدَّهُ الكتّاب والباحثون العرب وغيرهم، من أهمِّ الدراسات التحليلية لتأثير كافكا في الثقافة العربية، حيث قال أستاذ الدراسات العربية في جامعة يورك بكندا وليد الخشاب: "في هذا الكتاب يظهر كافكا تارة كنموذج للمثقف الذي يتحدى سلطة التراث الديني والسلطة الأبوية، وتارة كناقد مُبكر لتجاوزات الحداثة الأوروبية التي أدت إلى الفاشية والشمولية. تنبسط دَفَتَا الكتاب كجناحي ملاك أسطوري: طرفاً نحو التراث ونقده وطرفاً نحو تأمل الحداثة". وكتبت الباحثة الروائية بسمة عبد العزيز: "في وقت تُستعَاد فيه الكافكاوية بتجلياتها المتعدِّدة وأثارها الممتدة؛ باعثة بأسئلةٍ مُتشابكة حول واقعنا الكابوسيّ الآني ؛ تأتي هذه الدراسةُ المُلهِمة لتقدم مَعرفةً تحليَّلية بعالم كافكا وصورته المُلتبِسة في الثقافة العربية. هي دراسةٌ تسدُّ فراغًا في المكتبة العربية ببراعةٍ واقتدار". 

أما عالم الاجتماع الألماني فولف ليبنيز، فقد كتب في جريدة (دي فيلت)، مُرجعاً الفضل في اكتشاف كافكا العربي لبطرس العطّار: "يرجع الفضل في اكتشاف كافكا العربي بكل وجوهه المختلفة وتفاصيله إلي الباحث المصري عاطف بطرس العطار المتخصص في مجال الدراسات الأدبية". في حين كتب أستاذ الأدب العربي الحديث المقارن أيمن الدسوقي واصفاً هذه الدراسة: "هو من رأى وهم من رأوا وثاروا! هذه بحق دراسة رائدة تتميز بعمق الفهم والتحليل للحظة إنتاج نصوص كافكا التاريخية، وليس فقط لأصداء التلقي، ومن ثم فتح أفق معرفية جديدة تكشف بدورها عما أبعد مما هو أيقونة: عمق الفهم التاريخي لفنية المأساة!". وهذا ما اتفق معه أستاذ الأدب الانجليزي والمقارن سعد البازعي الذي عدَّ الكتاب: "قراءة تحليلية محيطة وعميقة للتفاعل الثقافي العربي مع كافكا، لكن أهمية الكتاب تمتد إلى مناقشته لألوان من التلقي غير المتفحص بالقدر الذي يستدعي إعادة النظر في كثير من التصورات التي تمس أشخاصاً أو أعمالاً تحوطها حساسيات خاصة." 

من مقدمة الكتاب:

لم يرمِ مشروع هذا البحث منذ تصميمه إلى مجرّد تغطية تاريخ الترجمة والتّلقّي العربي لفرانتس كافكا (١٨٨٣ -١٩٢٤)، بل كان الهدف منه محاولة لرصد وفَهْم وتحليل مسارات وتطوّرات تتعلّق بالاشتباك العربيّ مع نتاج هذا الأديب وخصوصية موقعه؛ نظرًا لأنه أحد العلامات الأدبية البارزة للحداثة الأوروبية، لا سيّما كونه ينتمي إلى سلسلة من المفكّرين والكُتَّاب الألمان ذوي الخلفية اليهودية الذين كان لهم إسهامات نَقْدِيَّة، فلسفية أو أدبية مُمَيّزَة. وعلى هذه الخلفية تولَّدَت خلال هذه الدراسة مجموعة من السيناريوهات والترتيبات المتشابكة التي تعكس إشكاليات النقل والترجمة، وفي كثر من الأحيان عَدَم القابلية للترجمة، وسوء النقل أو سوء القراءة أو سوء التأويل، أو ما يمكن وصفه بعملية إعادة توطين النصوص في سياقات ومشروعات متباينة، لتُفجّر من جديد معاني مُغايرة،