المبادرة العربيه البديل لصفقة القرن بقلم:د.ناجي صادق شراب
تاريخ النشر : 2019-02-17
المبادرة العربيه البديل لصفقة القرن بقلم:د.ناجي صادق شراب


   المبادرة العربيه البديل لصفقة القرن

إستنادا للتسريبات الإعلامية الموثقة عن صفقة القرن وما أعلن حول دولة فلسطينية على مساحة 85 إلى 90 من مساحة الضفة الغربية، مع بقاء الكتل الإستيطانية الكبرى ، وبقاء القدس عاصمة لإسرائيل، وجزء فقط من القدس الشرقيه او تحديدا ألأحياء السكانية العربية، وبقاء سيطرة إسرائيل الدينية بمشاركة أردنية وفلسطينية رمزيه، مع عدم ذكر مستقبل غزه واللاجئيين، هذه البنود مع مقارنتها بما جاء في المبادرة العربيه التي نصت على قبول إسرائيل دولة عاديه وتطبيع كامل للعلاقات معها مقابل دولة فلسطينة كامله، القدس الشرقية عاصمة لها، وحل عادل لمشكلة اللاجئيين بالتوافق. بالمقارنه نجد المسافات كبيرة بين صفقة القرن والمبادرة العربية. المبادرة العربية تعاملت مع مفهوم السلام الشامل ، وصفقة القرن يبدو أنها تعاملت مع السلام المبنى على القوة القائمة على ألأرض. المبادرة العربية تبنت مقاربة حل الصراع من جذوره، واما صفقة القرن لم تخرج عن تبنى مقاربة إدارة حل الصراع، بالإبتعاد عن جذور الصراع بل وشطبها دون توافق أو تفاوض. المبادرة العربية تعاملت مع إسرائيل كدولة لها إحتياجاتها ألأمنية وكدولة لشعبها، في حين تعاملت صفقة القرن مع لا دولة فلسطينية مجرد كيان سياسى هلامى يمكن أن يفسر او يتم التعامل كما يريد كل طرف، بعبارة أخرى تتكلم صفقة القرن عن دولة دون ان تحدد ماهية هذه الدولة وحدودها التي بقيت مفتوحه.المبادرة العربية إنطلقت من مرتكزات الشرعية الدولية ، اما صفقة القرن تقفز على اى ذكر للشرعية الدولية ، بل تقم على إلغائها ببقاء الإستيطان، وبالقدس عاصمة لإسرائيل، وبإلغاء مشكلة اللاجئيين.صفقة القرن كما تم إعلانها بطريقة غير رسميه وكبالون إختبار ، وقياسا إستباقية لردود الفعل للأطراف المختلفه تعنى إلغاء للمبادرة العربية، وللمطالب العربية للقبول بإسرائيل دولة عاديه في قلب المنطقة العربية. ومن ثم إلغاء لأهم قرارات القمة العربية والتي تبنت المبادرة العربية ، قيمة وأهمية المبادرة العربية انها ليست مبادرة دولة عربيه واحده، وبل هي مبادرة لكل الدول العربية التي وافقت في إطار قمة عربيه، في حين صفقة القرن تعبير عن إرادة دولة واحده فقط، إنحيازها كامل لإسرائيل. والخلاف الآخر والمهم ان إسرائيل  هي من صاغت صفقة القرن عبر الفريق الأمريكي الثلاثى جاريد كوتشنر وغرينلات وفريدمان. وهم يؤمنون بالصهيونية التي حكمت صياغتهم للصفقة. وهو ما يعنى في التحليل النهائي رغم تحفظ إسرائيل مبادرة ورؤية لإسرائيل مقابل مبادرة عربيه شامله.الأن السؤال كيف سيتم التعامل مع صفقة القرن؟هل سيتم تجديد عرض المبادرة العربية ؟وهل سيتم رؤية جديده لها؟ وعلى ماذا تراهن الولايات المتحده في عرض مبادرة أيا كانت تسميتها وهى تعرف وتدرك الموقف المبدئى للطرف الفلسطيني وهى ألأساس في القبول بالصفقة، وتدرك أيضا ان الدول العربية لا تملك أيا منها ألإعلان رسميا عن قبولها بصفقة تلغى المبادرة العربيه؟وإبتداء تتطلب المبادرة قرارا من القمة العربيه كما تم الإعلان عن المبادره العربيه، فلا يجوز التعامل معها أحاديا. وثانيا ان صفقة القرن الهدف الأساس منها التسوية الإقليمية ومدخلها الرفض الفلسطيني المتوقع لما هو معروض، كما أشرنا اقل بكثير مما تضمنته المبادرة العربيه. وثالثا قد تحتاج المبادرة العربية رؤية عربيه تفصيليه وشامله لماهية السلام الذى تسعى له الدول العربية وتحتاجه المنطقه، وليكن واضحا أن ثمن قبول إسرائيل دولة كامله ، ولها علاقات عاديه هو في قيام الدولة الفلسطينية الكامله أيضا وعصمتها القدس الشرقية. ويبقى أن صفقة القرن وهنا تكمن خطورتها أنها تؤسس للخارطه السياسية الجديده  والتي ستأتى بلا شك على حساب كثير من المرتكزات العربيه ، وأساسها ان إسرائيل مكون أساس رئيس في هذه الخارطه، هي تجديد لما عرف بالشرق الأوسط الجديد. فهل يقبل العرب ان يكون دورهم دور التابع في هذه الخارطة السياسية الجديدة؟!!.

دكتور ناجى صادق شراب

[email protected]