الواقع المرير ومواجهة التحديات بقلم:تامر الرملاوي
تاريخ النشر : 2019-02-17
الواقع المرير ومواجهة التحديات بقلم:تامر الرملاوي


الواقع المرير ومواجهة التحديات

باتت الضغوط الامريكية الاقتصادية والسياسية والدولية تظهر على ارض الواقع لدينا من خلال قطع الدعم الاقتصادي او عبر المؤسسات الدولية التابعة لها واخرها قطع المعونة المالية الداعمة للأمن الفلسطيني مما يوضح مدى التردي بالعلاقات الثنائية التي وصلت لها العلاقة بين الجانبين، وبسبب سياسية الانحياز للجانب الإسرائيلي بشكل مباشر وما تبع ذلك من تطبيق صفقة القرن من قبلهم ونقل السفارة الامريكية للقدس ومتابعة تطبيقها من خلال السياسية الخارجية الامريكية واخرها مؤتمر وارسو الذي حسب ما هو واضح انه فشل من الناحية العملية في أهدافه الرامية للترويج للصفقة الامريكية وكان واضح من التمثيل الدول التي حضرت من خلال مندوبين اقل من وزراء الخارجية مما يعكس فشل السياسية الامريكية في اقناع العالم بإسرائيل أولا وثانية صفقتها المشبوه التي تروج لها منذ سنوات وإقناع المجتمع الدولي ان بيدها هي فقط العصى  السحرية لحل النزاع العربي الإسرائيلي .

وعلى الشق الثاني من واقعنا المرير هو اوضاعنا الداخلية من راس النظام السياسي الى اخر معاقل الحياة سواء بالضفة الغربية او بقطاع غزة المحاصر ، وهل لدنيا مقومات الصمود اما هذه الغطرسة الامريكية والإسرائيلية  وحلفائهم العرب قبل الغرب السؤال الذي يطرحه الطفل الفلسطيني قبل الرجل والمتعلم ما هي مقومات الصمود التي نرتكز عليها للمواجهة المحتملة ، وما هي الخطط الاستراتيجية لمواجهة المرحلة المقبلة ، أسئلة كثيرة تطرح نفسها على ارض الواقع ولا يوجد في تصوري أي رد واقعي عليها سوى الشعارات الرنانة الفارغة من المضمون ، لذلك على الحكومة الفلسطينية سواء الحالية او القادمة الاستعداد لمواجهة المرحلة الصعبة لتوفير مقومات الصمود الداخلي أولا من النظر الى نسبة البطالة بقطاع غزة التي فاقت 40% وبالضفة الغربية اوشكت على 30%  وارتفاع  نسبة الفقر الى اعلى مستوى بالعالم وحصار ومستوطنات وقضية الاسرى واقتحامات المستوطنين وتهويد القدس .

واقعنا صعب للغاية والاشهر القادمة اصبع بكثير اذا تم بالفعل قطع العلاقات بشكل نهائي بيننا وبين الامريكان، وعليه لابد لنا من ترتيب البيت الداخلي والحفاظ الى ما وصلنا اليه من أسس وركائز الدولة الفلسطينية القادمة من تغير السياسات المتبعة بشؤوننا الداخلية والبحث عن المخرج لإنهاء الانقسام الفلسطيني ووضع الخطط المشتركة والعمل بشكل جماعي للمحافظة على الهوية الفلسطينية وما تبقى منها ، ولمواجهة الصعوبات والتحديات القادمة لأنه بكل وضوح عمل وضع الخطط المناسبة والوقوف على واقعنا المرير سيؤدي الى انتهاء القضية بيدنا نحن لأننا سخرنا كل مقومات صمودنا بالتجاذبات السياسية التي ارهقت كل مناحي الحياة والطرف الاخر استغل كل نقاط ضعفنا واسس للمواحل المواجهة من خلال سياسة فرق تسد بمساعدة اطراف إقليمية داعمة بشكل مباشر او غير مباشر.

اننا  كشعب فلسطيني ليس لدية سوى الإرادة الداخلية والعزيمة والنضال الصادق لمواجهة التحديات وما نحن عليه الان اصعب مراح التاريخ المعاصر وان لم نلتفت الى واقعنا سوف مضي قدما الى أربعين عام قادمة مشردين وليس لدينا شيء ندافع عنه لأنه بكل وضوح سوف تنهار قضيتنا والقدس واللاجئين وكل شيء ولا يبقى سوى الذكريات الأليمة التي امتد منذ عام 1948 الى الان والى مالا نهاية ليس بفضل الاحتلال والامريكان بل من أيدينا نحن ولا نضع شماعة اخطائنا لغيرنا لقل وصنا الى المراحل النهاية من إضاعة حقنا بتقرير المصير والانقسام الاثني عشر عام خير دليل على ذلك من هجرات معاكسة  للشباب وفقر ومرض وتراجع بكل مناحي الحياة ، لذلك لابد بأسرع وقت مكن قبل مواجهة الاحتلال والامريكان ان نواجه اخطائنا من خلال وضع استراتيجية وطنية عاجلة  تصحح الانحطاط الذي وصلنا اليه وعلى الجميع ان يدرك اما نهاء الانقسام او انتهاء الجميع عن الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس وفلسطين اتحدث ، واننا نعيش اخطر المراحل التي مرت بها قضيتنا لنوحد انفسنا حتى نستطيع مواجهة كل من حولنا ودون ذلك بكل صراحة صفر كبير سيبقى الى الازل ، انصفوا شعبكم قبل فوات الأوان.