البطالة مع الحياة والواقع الذي نعيشه بقلم:د. عز الدين حسين أبو صفية
تاريخ النشر : 2019-02-16
البطالة مع الحياة والواقع الذي نعيشه بقلم:د. عز الدين حسين أبو صفية


البطالة مع الحياة والواقع الذي نعيشه :::

تعاني الكثير من الدول إن لم تكن جميعها من مشكلة البطالة بنسبٍ مختلفة ، حتى أن الدول الغنية لديها نسب متفاوتة من البطالة تطال فئات مختلفة من شرائح مجتمعاتها ، فلم تعد البطالة تنحصر في فئة العمال والطلبة وغيرهم ، وإنما تطال مختلف شرائح المجتمع ، ولكل ذلك أسبابه المختلفة والمتنوعة اقتصاديه كانت أم سياسية أو إدارية ، ويمكننا تحديد تلك الأسباب في :-

ا ) أسباب اقتصاديه  : 

فبلا شك بأن معاناة الدول من ضعف أقتصدها لا يمكنها من توفير أجور العاملين لديها ، وقد تضطر للاستغناء عن خدماتهم وفق سياسة التقشف التي تتبناها بعض الحكومات للتخفيف عن كاهلها .

وأما على صعيد القطاع الخاص من مصانع وشركات وغيرها فقد يضطرها توقف مشاركتها في المشاريع الصناعية والتجارية والإنشائية نتيجة الأزمات الأقتصادية التي تمر بها الدول ، قد يضطرها ذلك إلى الأستغناء عن خدمات كثير من العمال والفنيين والموظفين ، وفي كلتا الحالات يصبح من تم الأستغناء عن خدماتهم من فئة البطالة ، وهذه الفئة في تزايد مستمر نتيجة تأثر بعض الدول بحركة الأقتصاد العالمية والتي تتحكم فيها الدول الكبرى والغنية وفق نظام العولمة  .

2 ) أسباب سياسية : 

تهدف بعض الدول من وراء هذه الأسباب نتيجة ضعف أوضاعها الأقتصادية  للحصول على دعم الدول الغنية التي تتخذ من ذلك أداة ضغط عليها لتحقيق مكاسب سياسية ، كما أن حكومات هذه الدول تتخذ من موضوع البطالة وسيلة لاستقطاب المواطنين لتأييد الأحزاب السياسية الحاكمة التي تقدم لهم الفتات لتسد رمقهم .

وأما على صعيدنا الفلسطيني الداخلي فقد ارتفعت نسبه البطالة بشكل كبير وخاصة في قطاع غزة الذي يعاني من حصار وخنق في ظل نظام إداري ومالي بعيد كل البعد  عن الأداء السليم مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإقتصادية بشكل خطير مما دفع بالكثير من الشباب وغيرهم من شرائح المجتمع للهروب والهجرة من هذه الأحوال المأساوية  ولم تقتصر الهجرة على فئة خريجي الجامعات الذين لم يسعفهم الحظ بشغل أيّ وظيفة أو عمل فلا يعنيهم أنهم بعملون في تنظيف الطرقات والشوارع وتكنيسها من ساعات الصباح الباكر وحتى غروب الشمس مقابل بعض الشاقل التي في أحسن الأحوال لا تتجاوز العشرون شيقل فقط ولأيام معدودة ومتفرقة أسبوعياً ، ومن هنا أصبح الانتظار في طوابير للتسجيل  لمشاريع البطالة التي تتبناها بعض المؤسسات  أصبح سمة بل ظاهرة منتشرة في القطاع  رغم أنه ليس بالأمر الهين أن يحصل المحتاج على عمل يوفر له مبلغ من المال يقتات منه .

واليوم أصبحت البطالة في فلسطين بشكل عام وقطاع غزة بشكل خاص موضوع مقلق للغادية مما دفع بالكثيرين إلى تبني سلوكيات ليست من سمات شعبنا ، وكمثال منها مهنة التسول التي يمارسها الفقراء والخريجون والنساء والكهول  ، لم يقف الأمر عند هذا الحد بل هناك سلوكيات خطيرة لا اجد أن من المناسب الحديث عنا في هذا المقام .

هذا وقد أدي تدهور الأوضاع الأقتصادية في القطاع إلى ازدياد ظاهرة الانتحار والطلاق والكراهية بين الناس لعدم تمكنهم من سداد ديونهم المستحقة عليهم مما ادى إلى سجنهم .

أكتفي بهذا القدر وللموضوع بقية ...

د. عز الدين حسين أبو صفية ،،،