سياسة ترويج الكتاب بقلم:شدري معمر علي
تاريخ النشر : 2019-02-16
سياسة ترويج الكتاب  بقلم:شدري معمر علي


*سياسة ترويج الكتاب *

جمعني حديث مع الصديق الروائي جيلالي عمراني عن ترويج الأعمال الأدبية وتجربته المضنية،لقد نشر ثلاث روايات في الجزائر لم تروج بل ماتت مكتئبة

 في المخازن،بينما تجربته مع نشر عملين بمصر الشقيقة كتب لهما الرواج والانتشار في مختلف الدول العربية .

فينبغي للناشر أن ينظر للكتاب كسلعة تحتاج إلى فن الترويج والتسويق فالترويج حسب أهل الاختصاص وخبراء الاقتصاد هو أحد عناصر المزيج التسويقي وهو مصطلح كثيرا ما يستخدم في مجال التسويق وهناك تحديد لخمسة عناصر للمزيج الترويجي أو الخطة الترويجية ،هذه العناصر هي البيع الشخصي والإعلان وتنشيط المبيعات والتسويق المباشر والدعاية ويحدد المزيج الترويجي مقدار الاهتمام الذي يجب أن يحظى به كل من الفئات الفرعية الخمسة و مقدار الأموال التي يجب أن تخصص لميزانية كل فئة منها .

وهذه الخطة الترويجية التي يتقنها الناشرون المحترفون لها أهداف كثيرة تتضمن :

-زيادة المبيعات والملاحظ هنا أكبر كاتب في الجزائر لا يبع أكثر من ألف نسخة بينما في الغرب تباع بعض الروايات والكتب التنموية بالملايين ،تجعل من الكتاب أصحاب ثروات طائلة تفوق ثروة رجال الأعمال .

-قبول المنتج الجديد وهنا ينبغي أن يتميز هذا المنتج فإذا اعتبرناه كتابا فتقع المسؤولية على الكاتب في اختيار المواضيع وأسلوب الكتابة والتعبير عن قضايا وطنه أو القضايا الإنسانية حتى يقبل القارئ هذا العمل ويحتضنه ويدعمه وإلا أصبح هذا المنتوج الثقافي حبيس الرفوف .

-خلق قيمة للعلامة التجارية فإذا اعتبرنا الكتاب سلعة تجارية فنجعل منه علامة فارقة كما حدث مع بعض السلاسل الأدبية العالمية كهاري بوتر وغيرها فصار العنوان علامة تجارية جذابة يتصارع عليها القراء من مختلف دول العالم .

ترى الروائية "سميحة خريس":"أن الناشر والمؤلف والقارئ لم يفلحوا في الترويج والتسويق للكتاب ".

فالمسؤولية إذن يشترك فيها الجميع كل واحد بنسبة معينة وعلى المسؤولين على نشر الكتاب أن يستعينوا بخبراء التسويق لإخراج هذا المسكين من زنزانته التي سئم منها وكأنه يقول مخاطبا الجميع :

أرجوكم اعطوني حريتي أطلقوا يديا.

*الكاتب والباحث في التنمية البشرية:شدري معمر علي *