الحرية الوظيفية بقلم:فاطمة المزروعي
تاريخ النشر : 2019-02-16
الحرية الوظيفية بقلم:فاطمة المزروعي


الحرية الوظيفية

  فاطمة المزروعي 

البعض في بيئة العمل يمارس مهام عمله بفوضوية كبيرة، ودون أي تنظيم أو أي اهتمام بالترتيب، وهو يعتقد أن هذه الطريقة هي الأفضل والأكثر جدوى أو فيها مساحة للتحرك بحرية وعدم التقيد، وعليه يشعر بأنه ينفذ ما يريد وما هو أفضل لنفسه. والحقيقة أن مثل هذا الظن أو الشعور خاطئ تماماً، بل حتى اعتقاده بأنه يمارس مهامه بحرّية اعتقاد غير صحيح، هذه النوعية تقحم نفسها في أتون صعاب وظيفية هم في غنى عنها، وبسبب مثل هذا الظن بأنهم يعلمون بالطريقة التي يريدونها أو ما يسمونها بالحرية، يضعون على أنفسهم أعباء أثقل، وفي اللحظة نفسها لا ينجزون بالشكل الكافي، وبسبب هذا تجدهم يستمرون في عملهم بعد نهاية العمل لبضع ساعات أخرى. عندما يتأخرون عن الحضور المبكر، فإن الساعات التي تأخروا عن حضورها ليست حرية بل هي وقت سيتم دفعه في نهاية اليوم، وبالتالي ما يعتقدون أنها مساحة للحركة والحرية الوظيفية، كانت مساحة للتقيد والحد من حركتهم، بل حتى من الإنتاج في الوقت الملائم والصحيح.

الصحيح هو الاندماج في حركة العمل والدخول في أتون المهام مع الزملاء بمهنية وحرفية، وعدم عزل النفس عن مثل هذا التفاعل، تحت أي حجة أو مبرر، والصحيح هو تجنب أي عوائق أو إطالة ساعات العمل دون مبرر أو سبب أو تكليف، ولتكن ساعات العمل في مقر العمل، ثم التركيز على الأنشطة الاجتماعية الأخرى، ببساطة منح كل موضوع وجانب ما يستحق من العناية والرعاية.