قراءة في كتاب اخبار الحلاج بقلم:محمد زيطان
تاريخ النشر : 2019-02-15
محمد زيطان باحث جامعة عبد المالك السعدي كلية الاداب والعلوم الانسانية تطوان .
موضوع الدراسة: قراءة في كتاب اخبار الحلاج .
وهو من اندر الأصول المخطوطة  في سيرة الحلاج والذي صنفه علي ابن أنجب الساعي الغدادي ، وقدمه دراسة تحليلية كل من الأستاذ هادي علوي والأستاذ أكرم انطاكي وفائق حويجة ، يقع الكتاب في 97صفحة ،يتناول الحالة النفسية والصورة التحليلية لشخصية الحلاج واساطيره في زمن تواجد فيه كبار المتصوفة كابراهيم بن الأدهم والجنيد وداوود السقطي الذين يمثلون مدرسة التصوف الاجتماعي الذي شهدته تلك الحقبة التاريخية وينتمى اليهم الحسين بن منصور الحلاج الذي ولد بقرية  الطور في الجانب الشرقي من ايران ودرس العلوم والقرآن بمدينة (تستر) وتتلمذ على يد صاحب طريقة (السالمية) هو الشيخ السهيل بن عبدالله التستري وعاش الحلاج مع سهيل سنتين من ٢٦٠-٢٦٢، ويقول الحلاج منشد:
وأصوات وراء الباب لكن/عبارات الورى في القرب همس.
وأخرى مايؤول اليه عبد /اذا بلغ المدى حظ ونفس .
لأن الخلق خدام الأماني / وحق الحق في التحقيق قدس .
وهذا هو الطريق الذي قاد الحلاج الى البصرة والتقي فيها بعمرو المكي والذي لعب دورا هاما في حياة الحلاج وأهداه الى الصوفية كطريق حيث ألبسه الخرقة وأحلقه شاربيه،وتعرف الحلاج على أبي يعقوب الأقطع البصري الذي تزوج فيما بعد ابنته في نهاية ٢٦٣هجرية ،وتتلمذ الحلاج على الجنيد والجريري والخلدي ،حيث انتقل فيما بعد مع اسرته الى تستر واعتكف مايقارب السنتين ،وقام برحلات الى شمال كل من التركستان والهند  حتى حدود الصين ،واكتمل حينها نضجا وعلما وحقيقة ومذهبا وسلوكا ، ومن شطحاته يقال أنه اقام كعبة مصغرة ببيته وكان يصلي  في القبور وفي قبر احمد ابن حنبل يصلي كثيرا،وقد اعتقل القاضي محمد بن داوود الحلاج وأمر بحكم الأعدام عليه  وحبس تسع سنوات ،وفي الرابع  والعشرين من ذي القعدة ٢٩٦ه اعلنوا حكم الاعدام على الحلاج وسلموا الحلاج لرئيس الشرطة بن عبدالصمد وفي باب خرسان وامام جمع غفير ضرب الحلاج الف سوط وقطعت يده ورجلاه وصلب وهو حيا،وفي صباح الخامس والعشرين جيئ بالشهود وطلب منهم أن يصيحوا قائلين (نعم أقتله ودمه في رقابنا )وسقط رأسه وصب على جذعه الزيت واحرق بالنار والقي برماده من أعلى  المئذنة في الدجلة ،هذه اخبار وتاريخ الحسين ابن منصور الحلاج والذي عرف بزهده وتقواه وشهدت له الفترة الزمنية بتزايد محبيه وتلامذته وقد حج في احد المرات ومعه 400من تلامذته وكان  سائحا ومتجولاً ،وكان يقول (مارأيت شيئا الارأيت الله فيه)  وقال الكثير من ابيات الشعر ،ومن مانسب اليه قوله :
أشا لحظي يعين علم/بخالص من خفي وهم
ولائح لاح في ضميري /أبق من فهم وهم همي
فخضت في لج بحر فكري/أمر فيه كمر سهم.
وطار قلبي بريش شوق /مركب من جناح عرض.
الكتاب يعرض أهم مراحل الحلاج ويحلل نفسيته المليئة بالثقة وخروجه عن طور من سبقوه في تاريخ التصوف الاسلامي بشقيه الاجتماعي الذي مثتله مدرسة ابن الأدهم والجانب المعرفي في التصوف والذي قاد مدرسته الفيلسوف ابن عربي وابن سبعين وعبدالكريم الجيلي وابن سبط عبدالقادر والذين نقلوا التصوف كفكر ومذهب توارثته أجيال تلو اخرى.