نجمي البيان!بقلم: فايز عمر بديع
تاريخ النشر : 2019-02-14
بقلم: فايز عمر بديع

دار بخلدي سؤال مفاده: لماذا يتم تكريم الموظف في عالمنا العربي عند التقاعد أو التأبين بعد وفاته؟ فما نصيب المكرّم في هذا أو ذاك؟ ولماذا لا يتم تكريمه كل خمس أو عشر أو 15 سنة، ووقتها ستكون النتيجة أجمل معنوياً للموظف، بل وتعطي له حافزاً لزيادة إنتاجه والإصرار على الالتزام بالعمل، ووقتها يستفيد منه عمله! فتحتُ عدسة عقلي البصرية، وبنظرة بانورامية على كل الزملاء والأصدقاء في صحيفتنا "البيان"، وجدتهم جميعهم يستحقون التقدير، هذا ليس تحيزاً، بل هو رأي الآخرين فيهم، فموظف البيان يعادل 5 موظفين في مؤسسة أخرى من حيث الإنتاج والمهنية.. استعنت بخاصية الزووم في العدسة، فوجدتني أميل لمن تعلمت منهم الكثير... كبرت الزووم أكثر... وأخذتُ اللقطة..

أعرفه منذ 20 سنة، لم نختلف في أي أمر نظراً للاحترام الشديد المتبادل الذي يحكم العلاقة بيننا، دمث الخلق، مثقف جداً، طيب للغاية، متواضع، من السهل أن تفتح معه أي حوار سواء كان سياسياً، فنياً، اقتصادياً، أو رياضياً. مصري حتى النخاع، لذلك في أية مناسبة رسمية لمصر تجده متقدماً الصفوف حاملاً علم بلاده. كثير الاطلاع في المجلات والجرائد، وخصوصاً التي تتعلق بعمله، حصل على جوائز عدة، أهمها في مصر جائزة أحسن مصمم في شمال أفريقيا عام 1998 من الجمعية الدولية للإعلان "IAA"، وفي الإمارات تم تكريمه عام 2015 من قبل الأستاذ ظاعن شاهين رئيس التحرير السابق لصحيفة «البيان» في عيد تأسيسها، يعشق الابتكار، قيادي مرن، خفيف الظل، كثير التهكمات في الظروف الصعبة، قليل الكلام، (صاحب صاحبه)، مشهور بين الزملاء بــ "الفنان"، بصمته تجدها في كل عدد سواء كان صحيفة، مجلة، أو ملاحق أسبوعية ويومية، متطوع ومحبٌ لتعليم الآخرين. من أسرة صحافية عريقة، والده رحمة الله عليه نار على علم، عمل في أكثر من 9 أماكن صحافية واختتمها كرئيس لدار الهلال المصرية، له أكثر من كتاب منها: "سحر الغناء العربي"، " تراث الغناء العربي"، "يوميات المغنين والجواري" (جزءان)، "حياة الشيخ مصطفى إسماعيل"، "يوميات أرباب السيوف والأقلام".

نشرت صحيفة الأهرام المصرية خبراً عن وفاته بعنوان "سقطت آخر الأوراق الشريفة للصحافة المصرية"، وبالمصادفة تصادف اليوم 14 من فبراير الذكرى الــ 21 لوفاته، حيث أنه توفي في 14 من فبراير 1998.

وأخوه أحمد النجمي مدير تحرير مجلة المصور.

ما ذكرته نبذة قليلة عن الصديق والزميل الكفء المدير الفني لصحيفة «البيان» محمد كمال النجمي.

وفي مقالة مقبلة بإذن الله أفسح المجال كي تلتقط عدستي مشهداً آخر مميزاً لزملاء تركوا بصمة خاصة في حياتي ولا يزالون.