لماذا يعودون ؟بقلم:محمود الجاف
تاريخ النشر : 2019-02-12
لماذا يعودون ؟بقلم:محمود الجاف


بسم الله الرحمن الرحيم
لماذا يعودون ؟
مَحمود الجاف
لماذا يعود الفُرس لغزونا كُل مَرة . وكيفَ نُلدغ من جُحر مَرتين ... بل مئات المَرات ؟ مَن الذي يُواليهم قبل الإسلام وبَعده ؟ وهل هُم فعلاً أعداء اليهود ؟ وما علاقتهُم بالصليبيين وهل سَيقاتلونهُم لأجلنا ؟ ... أم إننا الدجاج الذي سيّق وهو يضحك إلى وكر الذبّاح وهو لايدري ... من الرابح في كُل ما يَجري ؟ وهل هُو الزمانُ الذي قال عنهُ رسولُ الله صلى الله عليهِ وسلم ( تُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا وَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِهِمْ فَتَسْلَمُونَ وَتَغْنَمُونَ ثُمَّ تَنْزِلُونَ بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الرُّومِ فَيَرْفَعُ الصَّلِيبَ وَيَقُولُ أَلَا غَلَبَ الصَّلِيبُ فَيَقُومُ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَكُونُ الْمَلَاحِمُ فَيَجْتَمِعُونَ إِلَيْكُمْ فَيَأْتُونَكُمْ فِي ثَمَانِينَ غَايَةً مَعَ كُلِّ غَايَةٍ عَشْرَةُ )

كورش حينَ دخل بابل أحرقها وقتل أهلها وجاء بالفُرس وأسكنهُم فيها وهذا الذي يَحصل في كل مَرة . يتكاثرون ويَتخفون بأسماء ووجوه لا نكشفها إلا عندما يدخل المُحتل ويعملون وفقَ مُخطط جَندوا لهُ كل فئات الشعب وطوائفهُ الذين يَختبئون خلفَ قانون التُقية حَتى تأتيهم الفُرصة ويُكَرروا ما فعلوهُ كل مرة . لهذا نحنُ على حالنا حتى اليوم ويشتمون صلاح الدين لأنهُ قطع نسلهُم عندما أسقط الفاطميين الذين مازالت جِرائهُم تَعوي حَتى الآن .

لم يرَ العراق الأمن والراحة إلا بعد أن حَرره سعد بن أبي وقاص في عهد عُمر رضي الله عنهُما في القادسية عام (636)م وشهدت المعركة تحالف للإمبراطور الساساني مع البيزنطي هرقل الذي زوج حفيدة مانيانغ إلى يزدجرد كرمز للصداقة بينهُما . ومع هذا إعتبرهُم الفُرس مُحتلين وقاوموهُم . وقتلوا الفاروق ثُم عُثمان . قادوا المُؤامرة التي شملت قادة الأمة الثلاثة (علي ومعاوية وعمرو) وفي يوم واحد وانطلقت من الكوفة يقودها الفارسي شيرويه . وأسسوا فرقة الحشاشين الإنتحارية في قلعة الموت ... أسقطوا الخلافة الأموية ثم جاءوا بالمغول بالتعاون مع الصليبيين الذين شجعوهُم حيث بعث البابا رُسلاً إلى هُولاكو يحُثّه على ذلك ولهذا أمَّن المغول سُكَّان بغداد المسيحيين واليهود على حياتهم ومن التجأ إلى دار الخائن ابن العُلقُمي . ثم دخل الصفويون بخيانة محمد كمونة ( نقيب النجف ) الذي كان يُؤمل أهلَ بغداد بعدالة الشاه إسماعيل وينصحهُم بعدم القتال كما فعل السستاني بالضبط . واليهود والمجوس وتآمرهُما مع الصليبيين في تدمير الخلافة العُثمانية ... ثم الخُميني صاحب الفكر الدموي الأشد في التاريخ ... وساهموا وساعدوا الأمريكان في غزو أفغانستان والعراق وحموا قواتهُم وهو أقرب الحكام لليهود والآن عصرهم الذهبي الذي يسبق خُروجهم مع الأعور الدجال ففي الحديث الذي رواه مسلم قال صلى الله عليه وسلم (يتبعُ الدجالَ من يهودِ أصبهانَ سبعونَ ألفاً عليهم الطَّيالِسَةُ) فأكثر من 200 شركة صهيونية في مجال الطاقة تعمل في إيران الآن .

إن دعم الكتل السياسية التي تدّعي العداء لإيران من قادة الأمة العربية وهي من أذرعها ( التيار الصدري ، العبادي ) وتفرض عقوبات على كتل أخرى هي ( المالكي ، بدر ، ميليشيا الحشد جميعها ) ولأننا رأينا مافعل هؤلاء وغيرهم من جرائم ... لذا أقول لكم لاتفرحوا وسنبقى تحت رحمة الإخطبوط الفارسي وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال (بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء )

وأذكركم بقوله تعالى في سورة البقرة (وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (120)

ليس لنا بَعدَ الله إلا الإعتماد على النَفس وإعادة التَنظيم والبدء من جَديد فلن يُحرر العراق إلا أهلهُ الذين أذاقوا الفُرس السُمَ الزعاف لأني أعتقد أن ترامب سيُوقع شهادة وفاة العراق الذي ساهَمنا جَميعاً في موتهِ من حَيث نَدري أو لانَدري والله من وراء القَصد وهو يَهدي سواءَ السَبيل