بعيداً عن الشعارات الحرية ضوابط وأفعال بقلم إبراهيم عطيان
تاريخ النشر : 2019-02-12
بعيداً عن الشعارات الحرية ضوابط وأفعال  بقلم إبراهيم عطيان


إبراهيم عطيان يكتب |
بعيداً عن الشعارات « الحرية ضوابط وأفعال »
_______________________


امتلاك الشخص القوة، والسلطة، والحق في اتخاذ القرار وصلاحية التصرّف، أو الكلام، أو التفكير كما يريد دون أيّ إجبار من أطراف أخرى تلك هي الحرية كما يجب أن تكون والتي يحتاجها الفرد كي يعيش حياة مستقرة ومثمرة ولكن من المؤسف أن يرفع الجميع شعار الحرية بينما ما يفعله
لا يعكس أي وجه من أوجه الحرية، فإنه من المؤسف أن نقول بأن هناك تناقض بين ما نقول وما نفعل، لكنها حقيقة لا يمكن ولا يجب أن ننكرها؛ فكثيرًا ما نتحدث عن الحرية في كل وقت وفي أي مكان، الكل سواء في الحديث بينما الواقع غير ذلك، فكثيرًا ما قرأنا وسمعنا عن هذه القيمة العظيمة، وأهميتها على النفس البشرية، فحرية الاختيار تجلب للشخص كثيرًا من السعادة والشعور بالرضا، ونظراً للأهمية القصوى التي تمثلها الحرية في إسعاد الفرد وجب التأكيد عليها كي تتحقق سعادة الجماعة بإسعاد الفرد ؛ ولكن لا بدّ من التنبيه والتّأكيد على أنّ حريّتك الشخصيّة تنتهي بمجرّد أن تبدأ حرية الآخرين، كما أن للحرية ضوابط وأصول يجب الالتزام بها ومن هذه الضوابط : عدم المساس بالديانات واحترامها، وعدم التعدي عليها بأي حالٍ من الأحوال.
كما أن التمادي في ممارسة الحرية الشخصية رغم تعارضها مع حرية الآخرين يخرجها عن مسارها الصحيح ، حيث تنتهي حريتك عندما تبدأ حرية الآخرين.
هذا إلى جانب الالتزام بالنظم والقوانين لأي بلد تعيش فيه،
ما دام ذلك لا يتعارض مع الشرع، فإن الالتزام بالقوانين والأعراف ضروري ومطلوب كي تحقق الحرية هدفها المنشود، فإنه ليس من الحرية أن تتجاوز أعراف المجتمع، وقوانينه، وعاداته. فلا يجوز أن تؤدي حرية الفرد أو الجماعة على حد
سواء إلى تهديد سلامة النظام العام للبلاد والمجتمعات ، وتهديد أركانها حتى لا تكون سبباً في إحداث اضطرابات أمنية وسلوكية تضر بالمجتمع كما أن المجاهرة بالمعاصي، والأفعال السيئة والتباهي بها لا يعد شكلاً من أشكال الحرية؛ نظراً لما يترتب عليه من الفوضى وانتشار النماذج السيئة بين الناس مما يسبب حرجاً وجرحاً لمشاعر الآخرين.
فإذا توفرت تلك الضوابط المذكورة أنفاً، وجب نداء الحرية وارتفع شعارها عالياً دون حرج أو عراقيل.
حيث نصت جميع الشرائع السماوية على ضرورة توفير هذا الحق لجميع الناس، فالإنسان يولد حرًا ويجب أن يعيش حراً.

ولكن ما نراه على أرض الواقع هو في الحقيقة مغاير تمامًا لما نتشدق به؛ فمن خلال النّظر إلى ما نعيشه الأن نجد أن الدّول التي تتبني فكرة الحرية هي في حقيقة الأمر من يخرق القوانين ويسلب هذا الحق من العديد من الدّول والبشريّة جمعاء؛ فالولايات المتحدة الأمريكية على سبيل المثال وضعت للحرية تمثالًا على أرضها
وهي راعي الحرية في العالم كما تزعم، فكم من بلدان وطأتها أمريكا بحجة الدفاع عن الحرية، بينما ما تنتهجه هذه الدولة المارقة من سياسات لا يدل على ذلك ، ولنا في جوانتنامو العبرة والمثال.
وكذلك نحن جميعاً نرفض ما تقوم به أمريكا قولاً وننفذه فعلاً،
فأنت تريد الحرية وتتحدث عنها بينما تختار لطفلك وقت اللعب، وقت النوم . ربما نرى هذا مقبولًا بعض الشئ مع طفل يحتاج لمن يرشده، ولكن ماذا عن ابنك ؟
الذي تختار له المجال الدراسي على سبيل المثال وربما أحيانًا تدفعه لقبول ما لا يرضى وترك ما يحب ويفضل، والأمثلة من حولنا كثيرة وكثيرة ولن تجد العناء في البحث عنها فهي موجودة وبكثرة في بلدتك أو شارعك إن لم تكن في بيتك.
وهناك الكثير والكثير ....
وأخيرًا لا نملك سوى أن نسلط الضوء على هذه القضية الهامة
عسى أن تكون نواة طيبة للإصلاح من أفكارنا وترك مساحة كافية للحرية التي لا تضر بالغير.
هذا ما أردت أن أشير إليه الان ربما كانت هذه الاشارة سبباً في تدارك الأخطاء وإعادة النظر في مثل هذه القضايا المجتمعية الهامة.