سيكلوجية الذات والهوية الفلسطينية ٤ بقلم:د.صالح الشقباوي
تاريخ النشر : 2019-02-12
سيكلوجية الذات والهوية الفلسطينية ٤ بقلم:د.صالح الشقباوي


سيكولوجية الذات والهوية الوطنية الفلسطينية
( دراسة تحليلية ، نقدية )

د.صالح الشقباوي
لم يكن وجودنا قبل الاحتلال وجودا عبثيا ، فاقد للهوية والمعنى ، بل كان وجودا بذاته ولذاته، يتميز بالشعور بالانتماء لمكونات الهوية .
اذا اقول ان الوجود الفلسطيني كان وجودا فعليا ، من خلال تمحوره حول الذات المحدة لهويتنا الفلسطينية ، والتي تعرضت لنكبة عارمة ، اقتلعت..وشردت ..وقتلت !!
وكان على الفلسطيني ان يصنع سيكولوجية تحول من الاجئ الى ثائر ، والذي استدعى وجودسياقا تكيفيا نوعيا " الثورة "
التي مكنته من اعادة تعريف معنى ذاته لتفادي اثار النكبة والتشرد والاقتلاع..وفلسفة الطر د الجماعي ، وتحريك منظومة الوعي الجماعي داخل بنية نسقه وايقاظ الذات وتطويرها وتحديد معالمها وملامحها الديناميه...وتنشيط مخياله الوطني ، ورفع حضور موروثها الفكري والوطني لتتلائم مع مكونات هويتها للتتماثل عقليا مع مكونا ت الواقع لتفمهه، وتفرض اليات تجاوزه " التحول من لاجئ الى ثائر "
بعد ان تفهم ايضا التركيبة الاجتماعية والسيكولوجية ومكونات الهوية وكيفية ابرازها والقتال من اجل استقرارها وفرضها على العقل العربي والغربي والعق الصهيوني .وقد نجحنا في تجاوز ازمة هويتنا ومعالمها بان وحدناها في بوتقة واحدة واصبح الشعب الفلسطيني ينتمي لهوية واحدة والغينا الفروق والاختلافات الذاتية التي تميز اشطار شعبنا الفلسطيني ( فلسطينيو ال48, فلسطينيو القدس ، فلسطينيو غزة ، فلسطينيو الضفة ، فلسطينيو الشتات ) مع احتفاظي السسيولوجي والانطولوجي لظروف وخصائص كل وجود.
لان غايتي من هذه الدراسة ، هو دراسة الذات الوطنية ضمن السياق السيكولوجي ..اي دراسة التمثل كوسيلة مهمة لتشريح موضوعىالهوية والذات معا ، والتعريف باالمحددات المهيمنةعلى سيرورة العقل الفلسطيني وهو يتمثل ذاته، وعلاقتهةبالذاكرة الجماعية ومدى علاقتها بهوية الفرد والجماعة لدى بناة الفكرة والهوية ومؤسسيها ..اباء الهوية الوطنية ( ياسر عرفات ورفاقه)، الذين انتصوا على صدمة النكبة ولملموا شتاتها ونظموه في العقل المتجه دوما الى الشمال المغناطيسي الفلسطيني ، لانهم امنوا بان التصورات الصحيحة أفضل من كل ما يملك المحتل الصهيوني .فقد صنعوا الفلسطيني الطموح في ظل هوية الشعب ..والدولة الفلسطينية المستقلة..لقد فعلوا ميكانزمات التعليم ورفعوا درجة الوعي والثقافة ، لانهم ايقنوا حاجة هذا الشعب الى الفكر والعقل ..لم يبخسوا على طالب دكتوراه ان يحصلوا له على مقعد دراسي في هذا البلد او ذاك ..لم يستكثروا عليه تحصيله الاكاديمي وحمله لاكثر من شهادة دكتوراه..لم يحسدوه او يغاروا منه خوفا منه على مناصبهم .. وادعاتهم الواعيه التي يرفضها المنطق والوطن ..لم تركوا ابنائهم الاكاديميون يفكرون بتوجيه رسالة مفتوحة امام الملاء وعلى رؤوس الشهود لهذا الوزير او ذاك يشرحون فيها وضعهم ولماذا يدرسون وما هي اسباب تزاحمهم لحمل الشهادات والتاهيل العلمي الذي فيه يخدمون القضية الفلسطينية وشعبهم الذي ما زال محتلا ...بل كانوا كبارا بمستوى شعبهم، كانوا عظماء بحجم شعبهم الذي يمتلك البداهة والفطنة .
وهنا اختم بان اسأل ..كيف يرى الفلسطيني نفسه ..وكيف يمثلها ويتماثل مع شعبه ؟! وهل متغيرات الانتماء الجهوية ، والايديولوجية ، تؤثر على تمثل الذات ؟!فمحاولتي لفهم طبيعة ملامح تمثل الذات لدى الفلسطيني ..وماذا يريد ان يكون ؟ وما طبيعة علاقة الآنا الفردية بالآنا الجماعية ..اسألة اتركها لفراغ زمني آخر .