كأنّكِ أنتِ هي في ذاك الحُلْمِ بقلم:عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2019-02-12
كأنّكِ أنتِ هي في ذاك الحُلْمِ بقلم:عطا الله شاهين


كأنّكِ أنتِ هي في ذاك الحُلْمِ
عطا الله شاهين
استغرب حينما رأى ذاك الشاب امرأة تسيرُ على الشّارع ذات يوم ماطرٍ، فقال: يا للهول إنّها تشبه تلك المرأة، التي رأيتُها في ذاك الحُلْم، فدنا منها عندما كانت تنتظرُ حافلةً، وقال لها: كأنّكِ تشبهين امرأةً رأيتها في حلمي قبل أيام، حينما كنتُ نائماً على فراشِ صديقتي، التي سافرت قبل أيام في مهمة عملٍ، وأعطتني مفتاحَ بيتها للعناية به، فقالت له: أأنتَ متأكد بأنني أشبه تلك المرأة التي رأيتها في حلمكَ؟ فردّ عليها: بلى، أنتِ تشبهينها حتى في ابتساماتكِ، وصوتك الناعم يشبه صوتها، لربما تكونين أنتِ التي رأيتها في الحُلْمِ رغم أنني أراني مشوش الأفكار، وحين وصلتْ الحافلةُ، صعدتْ تلك المرأة إليها، أما ذاك الشاب فظلّ ينتظر حافلةً أخرى، وقبل أنْ تتركه، قالت له: أرجوكَ أن تحلمَ بي الليلة، وغدا سأراكَ هنا لتقولَ لي بأنني أشبه تلك المرأة، التي رأيتها في حلمك، وفي تلك الليلة وضع رأسه على مخدّته الملونة، وراح ينعس.. كان توّاقاً لرؤيتها في الحلْمِ، وفعلا حلمَ بها، وفي الصّباح اليوم التالي رأته يقف في موقفِ الحافلاتِ، فقالت له: أحلمتَ بي الليلة؟ فقال لها: حلمتُ بأنّ امرأةً كانت ترقدُ بجانبي، ووجدتها تشبهكَ، فابتسمتْ، وقالت في ذاتها: يا للمسكين لقد نسي بأنني زرته ليلة البارحة، يبدو بأنه كان ثملاً، فقالت له: أأنتَ متأكدٌ بأنك رأيتني ليلة البارحة في حُلْمِكَ؟ فقال لها: رأيتُ امرأةً تشعل ضوءا أحمر تشبهكَ إلى حد بعيد، فقالتْ له: أكنتُ أشبه تلك المرأة، فقال لها: بلى لكن صوتك كان يدوّي، أعتقد بأنكِ تشبهينها، فابتسمتْ وتركته يقف هناك مندهشا من حُلْمِه رغم أنه لم يكنْ حُلْماً...