مرضي لم يكن لي يد به ولا جنايه هذا قدري من الله بقلم:نهى مزلوه
تاريخ النشر : 2019-02-12
كاتبه اردنيه

لو جربت أن تزور ذلك المراهق سامي، ستجده ودوداً ومحباً رغم نزفه بعض الشيئ، وتلك المسحة من الاحمرار على خده حين يتحسس شعره فلا يجده.
لذلك تجده كثير الشرود والتفكير، رغم انه يملأ المستشفى ضجيجاً وصراخا في احيانٍ أخرى.
حين يراني يهدأ، خاصة عندما امسد بيدي على رأسه الخالي من الشعر بسبب العلاج الكيماوي، يمد يده بصورة قديمه، يشير الى شعره الطويل آنذاك، فأبتسم قائله :
- لا تيأس من رحمة الله
- فيقول كان شعري طويلاً
يقول كلماته وهو يزفر بحسره وألم فأحاول ضمه إلي، يضع رأسه على كتفي، اتحاشى النظر إليه لكي لا ارى دمعة الصامت.
اسمع صوته وهو ما زال يخفي وجهه في حضني :
لماذا لم يزرني إخوتي واصدقائي منذ فتره بعيده فقط امي وابي يأتيان.
يقول كلماته ويجهش بالبكاء بصمت، فاربت على كتفه بحنان.

فجميع قوارب النجاة المزيفه لا توقف ارتجافات ايديهم، واجسامهم الضعيفه هشه حد التداعي، ولكن الاهتمام وحده هو ما يعنيهم يريدون الاحساس بان هناك من يشاركهم اهتماماتهم و وجعهم و وقتهم ولا يخذلهم هو ما يمنحهم القدره على المواصله.
هناك امل كالنجمه التي تضيئ سماء ليل معتم يبقى نورها يسطع في غيمها الاسود، لا تيأس ولا تتوجع اجعل املك قويا بالله تعالى، فلا مساعد ولا منجي لك إلا الله العزيز، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال :" إن الله لم ينزل داء إلا وانزل له شفاءً" ".