إلى عزيز رحل بقلم: زينب مهدي الحمدان
تاريخ النشر : 2019-02-11
إلى عزيز رحل؛

العالم أجمع شهد رحيلك يا نبض القلب، إلى جنات الخلد يا شمسي وقمري وكل نجومي.
تئن كلماتي، تخرج مُثقلةٍ وكأنه أصابها هُزال شديد، اكتب بلا ترتيب لا أعِ ما أفعل هل أذهب إليك؟ أم أبكي، أصرخ ؟! أأنا هُنا أم رحلت معك! أسمع تمتمات الذين حولي يهتفون بأن حزني يمزق القلب. القلب! أين قلبي؟ لقد ذهب معك.
ليلة الأمس أصريتَ أن لا آتي معك لذاك المكان الذي يرهقك ويثقل كاهلك، ضغطت بخدك على خدي ثم هتفت وأنت تأخذني بين ذراعيك:
- يا فتاتي أصغي إليّ لن تطول مدة الجلسة بعد أن انتهي وأعود للمنزل أرسل إليكِ لتأتين.
أردفتُ وأنا أنظر إلى عينيك العسليتين:
- رجُلي. دعني اذهب معك كالمعتاد.
= يا جميلتي التي لا تشبع العين عن النظر إليها، أرجوكِ هذه المرة فقط.
اصطنعتُ الهدوء وأومأت برأسي فقبلتَ جبيني بلطف ودلفتَ إلى غرفتك، اختلستُ النظر إليك وغادرت بعدها، لم أكن أعلم أن هذه آخر نظرة ستصوبها عيني نحوك يا جميل الروح والشكل.
شعرت بأن شيئاً حدث فحين استيقظت شعرت بقلبي ينقبض بقوة اتصلت عليك لم تجب أول مرة فعاودتُ الإتصال أجاب أخوك بأنفاسٍ لاهثة وقلبٍ يعتصر:
- رحل وتركنا، رحل! رحل إلى رب رحيم بعباده أرحم منّا.
فقدتُ زمام أعصابي وتهالكت بين اليقظة والإغماء ثم انفجرت باكية، تذكرت كل ما دار بيننا طيلة هذه السنوات، حُبنا الذي دام لثلاث سنوات ثم عقدنا خطبتنا لنعلن هذا الحب للعالم أجمع لكن مُنذ البداية صُعقنا بخبر مرضك وبدأنا في رحلة العلاج، طيلة الوقت حاولتَ أن تخفي ضعفك حين كُنا نذهب للجلسات التي سلبت أجزاءًا منك آراك ترتجف فأمسك براحتك وابدأ أفركها حتى تدفء، أستمرُ في الحديث معك وأنت مغمض العينين لا تعِ ما أقوله، أما شعرك الكستنائي الذي فقدناه بعد الجلسة الثانية لا تعلم أنّي إلى الآن احتفظ به في منضدتي، ها أنت الآن تعلم أتسمعني! أجبني؟
يا حبيب الروح والفؤاد خذني معك فلم يعد مكانٌ لي هُنا. من سيمسح دموعي من بعدك؟ بمن سأحتمي أنا من ضربات الحياة؟ أشتاقك ألّا أتيت، أعلم أنك لن تأتي وأن اللقاء بيننا مُحال، يعزّ عليّ أن امضي قدمًا بدونك تهالكت كلماتي و ضاقت أنفاسي وتاهت الحروف بين الألم والوجع وفقدت ملامِحها ولم تعد الحياة تعني ليّ بعد الآن.
سأبقى أحملك في قلبي، أحملك بكل ما أوتيت من حب، أعدك ستبقى حبي الوحيد مهما طال الزمان.
سلام عليك حتى تطمئن روحك.
سلام إلى أن ألقاك في الجنة بإذن اللّٰه.