المصارحة قبل المصالحة بقلم : ربـحي دولــة
تاريخ النشر : 2019-02-11
المصارحة قبل المصالحة بقلم : ربـحي دولــة


المصارحة قبل المصالحة 
بقلم : ربـحي دولــة  

على مدار السنوات الاثني عشر الماضية وشعبنا وقضيته يعانون من ويلات حالة الانقسام التي قادتها  حركة حماس بانقلابها العسكري واستولت خالها على مقدرات السلطة الوطنية في قطاع غزة .

مُنذ ذلك الحين وقضيتنا في حالة تراجع مُستمر وازدادت غطرسة المحتل وزاد من وتيرة القتل والهدم والمُصادرة ، ازداد عدد المستوطنات، فيما  ظهرت عدة محاولات عربية وجهود كبيرة وخاصة من الشقيقة مصر الكنانة التي استضافت العديد من جولات الحوار بين "فتح" و"حماس" وتم الاتفاق على العديد من الأمور من أجل إعادة  اللُحمة الى الوطن ، إلا أن كل هذه التفاهمات ذهبت أدراج الرياح ولم ترى النور، وكل ذلك أدى الى حالة من الغليان  في الشارع الفلسطيني ككل وأهلنا في قطاع غزة على وجه الخصوص.

 حوصر شعبنا ودُمرت مقدراته على يد "حفنة" من قادة "حماس"  .. في حين لم تأخذ "حماس" العبر من خروج الآلاف المألفة لإحياء ذكرى انطلاقة حركة فتح ، فمن خرج هم المقهورين ليقولوا لـ "حماس" : سئمنا حكمكم ولا نريدكم "، إلا أنحماس تمسكت بالحكم وتخلت عن شعبها والتزاماتها اتجاهه .

وفي الضفة الغربية وعلى الصعيد السياسي  صعدت سُلطة الاحتلال  من اقتحاماتها واعتقالاتها كما زادت عربدات المستوطنين وسُمنت المستوطنات.

الحلول السياسية قريبة باتت في أجل غير معلوم، وحالة من الازدواجية في التعامل من قبل الاحتلال وراعية امريكا للإطاحة بحلم لقيادة المُتمثل بدولة مستقلة على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقيـة ، وهذا في طبيعة الحال برنامج القيادة السياسي والذي سعت الولايات المُتحدة لإخراجه من طاولة المفاوضات بل  سلطت جُل تهديداتها لإفشال أية محادثات للمصالحة من أجل التفرد بقضييتنا الوطنية .

سعى الرئيس محمود عباس لإبعاد اي ابتزاز امريكي بشكل مُطلق مُعرباً عن دعمه ابناء شعبه ككل مُبتعداً عن الفصائلية ، ليقف مرة أخرى في وجه امريكا قائلاً لا لاعتبار حركة حماس ارهابية لا يجوز التعامل معها ، في الوقت التي رفضت حماس تمكين حكومة الوفاق لتُعمق الانقسام بفعلتها تلك.

وفي الوقت الحالي وكما هو مُصرح به أصبحت حماس  تُفاوض من أجل المال لتُعمق الانفصال متمسكة بالحكم في غزة وكي تتمكن من إعالة كوادرها وزيادة نفوذهم وعدم الذهاب الى اَي اتفاق  قد يفقدهم كل هذه المكتسبات .

ومن المفارقات  الواضحة ، تسعى أمريكا وإسرائيل لمحاورة "حماس" من أجل الحفاظ على ما تبقى من المستوطنات في غلاف غزه فيما تستمر  دولة الاحتلال بطمس كل ما تبقى من مقدرات هذا الشعب .. وما زلنا نبحث عن مصالحة وبعد كل جولة مباحثات جديده تنقلنا بين أكثر من عاصمة وبتوقيع اكثر من وثيقة  نستعدُ اليوم للذهاب  الى  موسكو لعلنا نصل الى محطتنا الأخيرة ننهي بها سنوات من الظلام مرت بقضيتنا وشعبنا جراء هذا الانقسام البغيض ... فهل تتمكن موسكو من ذلك  أم اننا سنعود الى حيث خرجنا  فشعبنا سئم من جولات المُصالحة وبات يُريدُ مصارحة علنيـة تنتهي بانتخابات تشريعية جديدة لا الوقوف مقيدين بارتباطاتنا الخارجية التي تمنعنا من الوصول الى الوحدة  فـ الوطن والمواطن أغلى ما نملُك..   

نحتاج الى مصارحة حقيقيه قبل الحديث عن اَية مصالحة ضمن جولات مُقبلة  .