الانتخابات قبل الحكومة أم الحكومة قبل الانتخابات !!بقلم رمضان عيسى
تاريخ النشر : 2019-02-11
الانتخابات قبل الحكومة أم الحكومة قبل الانتخابات !!بقلم رمضان عيسى


لا أحد ينكر الفشل الذريع لرأب الصدع في الصف الفلسطيني ، فرغم المحاولات المتعددة لعمل مصالحة بين " فتح " و "حماس " ، إلا أنها قد أصابها الفشل ، وازدادت تعقيداتها ومناكفاتها .. وذلك يعود لعدة أسباب منها :
1- تعظيم الحرفية الحزبية سواء في الآراء ، أو القرارات، أو في تكريس المواقع .
2 - استبعاد الطرفين لفكرة التعددية والمشاركة في الرأي ، والمراكز القيادية !!
3 - عدم القدرة على تصور فكرة التخلي عن المكاسب التي بحوزة كل طرف التي أوجدتها طول فترة الانقسام .
4- مراعاة أجندة خارجية سواء علنية أو سرية تلعب دوراً مريباً ، لتكريس حالة الانقسام !! وقد تكون تسير وفق استراتيجيات ذات أهداف مؤجلة وغير معلنة !!
5 - عدم وجود الضمانة لكلا الطرفين من المراجعة والمحاسبة عما سبق .
6 - عند المصالحة يتوقف التمويل المالي السري والعلني ، ليصبح في يد حكومة واحدة تمسك بيدها كل مسارب التمويل ، وترفض أن تكون صورية .
7 - المصالحة تفترض وحدة الشعار ، ووحدة الاستراتيجية لتحقيق الأهداف الوطنية ... وهناك خلاف عميق حول خارطة طريق لتحرير الوطن ، واقامة دولة فلسطين الديمقراطية .
8 - عدم قدرة الطرفين على استيعاب المرحلة التراجعية والمعقدة لمسيرة تحرير الأرض واقامة كيان فلسطيني مستقل .. والتي تتطلب التوحد المؤسساتي والشعبي والعملي على المستوى الداخلي والخارجي .
------------------
لهذا نرى على الساحة عدة حراكات سواء فردية أو جماعية ، ولكنها تبقى في اطار الصوتيات ، حيث تم تعظيم الظاهرة الصوتية بشكل يومي مما أثر على استبعاد الخطوات العملية للعمل الجاد ذو المفعول العملي في الاتجاه المطلوب .
وفي هذا السياق صدر بيان للتجمع الوطني الديمقراطي الذي يضم كل من لجبهة الشعبية، والجبهة الديمقراطية، والمبادرة الوطنية، وحزب الشعب، وفدا، الى جانب مجموعة من الشخصيات الوطنية المستقلة ، أعلن فيه رؤية التجمع لإجراء انتخابات شاملة في الأراضي الفلسطينية، تحت إشراف حكومة وحدة وطنية. وأكد البيان على ربط إجراء الانتخابات الشاملة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، ورهن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بمشاركة القوى كافة !!
والسؤال : من هذه القوى التي يعنيها البيان ب " كافة " ؟ طبعاً ، جميع المنظمات المسجلة رسمياً في اطار منظمة التحرير ، مضافاً اليها حماس والجهاد الاسلامي اللتان ترفضان أصلا مخرجات المنظمة الحركية والسياسية ..
وفي ظل وجود الانقسام نستبعد امكانية التحاور الجاد والمثمر للبدء بخطوات عملية فعالة لا لإجراء انتخابات ، ولا لتوليد حكومة وحدة وطنية قادرة على السير قدماً للوصول الى انتخابات شاملة ، خاصة في ظل وجود الانقسام بهذا الزخم والتصلب !!
لهذا نرى ضرورة خروج هذه الخطوة من يد الفلسطينيين الى يد العرب " مصر ، السعودية والأردن وقطر الذين يجب أن يفرضوا الخطوات الضرورية للبدء بإجراء انتخابات شاملة تعتمد التمثيل النسبي للأصوات لجميع الفصائل بما فيها حماس والجهاد ، ولا بد أن تتمخض الانتخابات عن نتيجة شرعية تستطيع القوى الفائزة فيها أن تُكوِّن حكومة وحدة وطنية تشمل الوطن والمكونات الشعبية .
ونتيجة الانتخابات سيكون لها دفع عربي ودولي بحيث تستطيع ان تخطو خطوات جادة لبناء منظمة التحرير والمجلس الوطني على أسس جماعية ديمقراطية راعية للجميع ، وستكون من نتائجها الأولية انهاء الانقسام ... ولا يستطيع أحد بعد ذلك أن يقف في وجه الزخم العملي للحكومة وملحقاتها .
وقد يقول قائل ، ان السعودية لا تتوافق مع قطر ، أو مصر ... فنقول ، ان هذه الخطوة التوافقية تتطلب المبادرة من الجميع وخاصة دور الأردن في ترطيب المناخ لهذه الخطوة التي هي أرقى بما لا يقاس من خلافات البلدان الداخلية ، أو المخرجات المرتبطة بعوامل خارجة عن فلسطين ..