سُقْنَا حتى ظهرت سَوْءتُنا..(ولا نُبالي!) بقلم:د.علي شنن
تاريخ النشر : 2019-02-11
سُقْنَا حتى ظهرت سَوْءتُنا..(ولا نُبالي!) بقلم:د.علي شنن


سُقْنَا حتى ظهرت سَوْءتُنا..(ولا نُبالي!)
قلم/د.علي شنن

أما قبل ،،،
إنه ما من شك في أن أحداً يحمل داخل قلبه ذرة من حب الوطن و الدين، و بعضاً من العزة بفلسطينيته و قدسيته، و ميول و إن بات سطحي لغزة هاشم أرضاً و شعباً، يشعر بالرضا والراحة والطمئنينة إيزاء ما حلَّ بشعب غزة، وما وَصلَ إليه الحال بهم من ظُلم و ظلام و ذُل و انكسار، و مساومة في الرزق و الأمن و المعيشه و الإستقرار، و ضياع للحقوق و الحاجات و لكل ما قد يبعث الأمل بغدٍ مشرق واعد و جديد .

لا يوجد أي من المغريات الحقيقية التي تبرر الخيانه الحقيقية لقيادات فلسطين هذا إن كان قد حدث ، ولا نرى شكلاً من أشكال التملُق السياسي الذي يُبدي تنازلهم عن قضيتنا و يعكس خيانتهم للأرض و الشعب و يجعل منهم سواعد حقيقية في دس السُم داخل أحشاء مُدننا و قُرانا، غير أننا جميعاً نحن و هُم قد سُقنا لهذا كما تُساق الأغنام المُغيبة للنحر و هي لا تعقل حقيقة ما تُساق إليه!؛ و ليس هذا الخطير في واقع قضيتُنا .

اما بعد ،،،
ليس دائما الصمود أمام الخطط الصهيوامريكية المعاديه تحدياً ايجابياً ،خصوصاً إن كان في حقيقته يحمل نوعاً من التعود أو قلة الحيلة أو غياب الخيارات أو البدائل الأخرى ، و ليس دائماً صبر الشعوب على مصائبهم و كوارثهم يكون شكلاً من أشكال الإنتصار ، خصوصاً إن كان ذلك الصبر هو الخيار الوحيد أمام تلك الشعوب رغماً عنهم ، فالصمود الإجباري و الصبر المُقنّع يقود تلك الشعوب إلى التَكشُف و التعري الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و كذلك الثقافي !! ، فلا يبقى ما يستُر نسيجهم الاجتماعي من جدران كانت تتمثل في النخوة و العروبة و الأخوة وووو... إلخ . و هذا ما يقود المجتمع في أي بقعة على وجه الكرة الأرضية " مهما كان يحمل هذا المجتمع في الماضي من عقائد و عادات و أعراف " إلى ما يُعرف بانكشاف السَّوءة الاجتماعية !؛ وليس هذا أيضاً الخطير في قضيتنا .
( أن لا نُبالي ) ، أن يُصبح ما كان مُحرمٌ في الماضي من التفريط بالأرض ،و العبث بالهوية و قضايا اللاجئين و الأسرى ،و حرمة القدس الشريف و تقسيمه إلى قدس غربية و شرقية ، و غير ذلك الكثير إلى أمورٌ مُباح الخوض فيها و التلاعُب بمفردات معانيها و في بعض الأحيان الكثيره تأجيل النقاش بمواضيعها بحجة أن هناك ما هو أهم !
الخطير جداً ، أن تُصبح الكثير من أمورنا المُحرمه في خانة ( المُباح ) ، و أن نتجه بأنظارنا و قلوبنا و هاماتنا نحو كماليات يومنا من رواتب و معابر و كهرباء و بضائع مصرفين النظر بذلك عن ما يستشرفه مستقبلنا من قضيه و هوية و دين و وطن ، حتى أصبحنا نُبالي بالمُكملات، ولا نُبالي بالضروريات .
.. هذا و ما زلنا نعاني من الفهم الخاطئ للصبر ،و الارتداء السيء للصمود .