لا يري ما يُحس!بقلم:دعاء عثمان علي
تاريخ النشر : 2019-02-10
لماذا لا نري الأحاسيس..!
دائماً ما أتمعن الأشخاص حولي و أتيه مع كل بأحداثه و معطياته البائنه... فأجدني دائماً ما إحاول التفرس في فهم أحاسيس (الناس)...
لا أدري عن هذه العادة الغريبه و لكني لا إقاومها...تدرجت في فهم أحاسيس البشر من نقطة الظهور...!
حيث تجد ظاهر الأشياء مقروءه و لا يحتاج لتفكر...
فأغوص في الإحساس البائن وأشده علي وثاق حاجاتي اللحظية التي كنت لا أعرفها جيداً...
ثم تدرجت لقراءه العيون و التي تقول عن صاحبها ما يرغب في إخفاءه... و لكني مع الوقت فطنت لكذب العيون...!
فكيف نقرأ الأحاسيس كانت شغلي الأعظم...!
أعتقدني ربطت بين شغفي بالكتابة و بين أحاسيس البشر و لربما ما كنت أتمناه لنفسي كان هاجسي الأكبر... تمنيت الكثير من الأحاسيس و التي ما دريت وقتها أن غالبها يُصنع بحرفيه إن أنت يوماً أردت الحياه...!
فبدأت رحلة البحث عن كل طعم و آخر ... و أصبحت المشاعر لا الناس هي هوايتي وليست هاجسي... فالهاجس يدمر الجسر بين المرء و مراده... نحن لا نتجاوز هواجسنا إلا بسلسال من الدم!
فإن لم نقتل هواجسنا فلن نصل لمراداتنا...!
أعود للأحاسيس والتي فطنت بعد ما تولت سنون عجاف سمعت صافرات قطاراتها تدوي و أنا في موضع التمركز حولي....
فطنت أن البشر قد يعكسون ما يبطنون...و أن الإحساس هو ما يُفرق به بين المرء و خله... إذ أن الفرق بين زيداً و عمر إحساس داخلي .... ليس إلا...
لو برع به زيداً لما تعالي عليه عمراً ولو بلغ من الأمر أجوده...
حصر النعم و إحصائها أمراً غير محمود إذ قال الله تعالي : و لا تمدن عينيك...
فمن باب (أجدي) أن نقصر النظر علي ما لنا و ما علينا و ما بنا....
و بالنظر لمعطيت القرآن نجد القالب هو عدم المبالغة في التعبير... إذ نجد كراهية الفعل يُعبر عنها علي سبيل المثال بأن الله لا يحب ... وهو الأمر (الهادئ) من درع المؤمنين عنه.
نحن البشر نبرع في المبالغات...ناهيك عن الحوجة العاطفيه للنساء والتي غالباً ما تك صناعة تربوية مكتسبة من الإعلام غالباً ...و من منطق خلق حواء من ضلع أعوج...! فالإعوجاج غالباً ما يفسر بالعاطفه العوجاء لا العاطفة المستقيه..ذاك أن حواء تميل إلي الإستقامة منها للإعوجاج ... فكل حواء تُقيم من حولها من زوج وغيره...
نقطة الإستقامة و الإعوجاج هذه هي ما صنعت العاطفة العاليه بغض النظر عن نتائجها...!
فنجد أكثرنا مذبوح بأمر الحب...!
و الحب من العواطف التي لا يدري كًنهها ! فالحب صناعة داخليه... تًبني لبناتها بدقة و هدوء... بحيث يصعب تفكيكها لإرتباطها بالحنين !
والحنين تأليه للماضي...
قيل أن الرجل ينسي بسرعه ... و المرأة تبقي علي الحياد...
ولكنني أعتقد و بشدة أن الرجل يبرع في تصريف أمره أكثر من تناسي حبه... فينشغل بخضم أمره و تسهل عليه التعدديه !
و نحن بطبيعتنا لا نميل للتغيير...!
ذاك ما يكسرنا ...!
ذاك ما يكسرنا ...!
إن أول ما يكسر المرأه هو عقلها لا قلبها...فالقلب بطبعه متقلب و لين... و لكنه العقل الجلمود...
نحن لا نري الأحاسيس !
أعتقدنا نراها عياناً بياناً ولكن بعضها يًري بما يُحس...
فالإحساس يُغشي النظر.... و يُشيح البصر...
فدوماً نحن نري ما نحس...
ذاك وأن الرؤي تتضح تباعاً كلما مضي العمر و خفتت المشاعر أو هدئت...
وأننا (لو) تحكمنا بالدواخل بعد أن يمر قطار (الصعب) يتضح ما كان يغلق علي قلوبنا...
فالقلوب مفاتيحها العقول... و العقول مفاتيحها الأيام و الفكر... والفكر نفسها مفاتيحها الدرايه و الدرايه مفتاحها النظر...
و النظر بأمر التجارب و التريث....فبإعتقادي لا تتم الدائره إلا بإكتمال العوامل (عاليه)...
فلا يغفل عنها إلا من (أبي)...
و إن قيل (من أبي)! ... فهو من إتخذ هواه بلا حسيب...
فالهوي أمره بيدك ولكن أبالسه العقل يمنعون عنك الفكر...
لا يُري ما يُحس إلا بالتبصره... ولو أنا أقمنا مخيم (النفس)... و حاولنا التعرف علينا و التمتع بحواسنا الغير متناهيه... لأحببناها أكثر منهم..
فالذي يدور حول فكرك دورة غير مكتمله حتماً يدري عن أذي متوقع يحيط بك ولكنه لا يأبه إلا بلحظات حقيقيه عاشها معك ملأت جعبته بالمتع الكبار ....
فالمتع الكبار متع لحظية شقيه لا تمت للواقع بصله...
وحين يحين الحين الأصم... ينسحب تاركاً (إرم )سلفت ودين مستحق...