التحول من الخسارة الى الربح: بعض أسرار النجاح
تاريخ النشر : 2019-02-10
التحول من الخسارة الى الربح: بعض أسرار النجاح


التحول من الخسارة الى الربح: بعض أسرار النجاح
أ.د.سمير أبوزنيد
عميد كلية التمويل والإدارة
أستاذ الادارة و التسويق
جامعة الخليل
نجاح الشركات والأعمال سواء كانت كبيرة ام صغيرة،انتاجية او خدماتية ، يتوقف على مزيج من العوامل منها جودة السلعة والخدمة، السعر، التوزيع الجيد، التسويق عبر وسائل التواصل،قدرات العاملين، عملية التقديم للخدمة، وما يصدر عن المؤسسه من دليل مادي. في هذه المقالة أقدم بعض الأفكار البسيطة والتي من شأنها تطوير الاعمال وزيادة المبيعات والأرباح والخروج من النكسات.
أولاً: التحسين المستمر
كي يتحقق النجاح في الشركات والاعمال على المسؤؤل ان لايشعر ولا في أي لحظة من اللحظات أنه راضٍ تماماً عن عمله، عليه انيبحث دائماً عن المزيد من طرق التحسن وتطوير العمل. على المسؤؤل انيطور نفسه من خلال الاستفادة من الثورة التكنولوجية والالتحاق بمؤسسات مهنية وتعليمية ذات علاقة بعمله. عليه ان يدخل التكنولوجيا إلى عمله وهنا يكمن سر النجاح. التطور المستمر ينمي المشروع ويطور العمل من خلال تقديما فضل الخدمات والمنتجات. على المسؤؤل ان يتذكر أن القناعةعدو التقدم.
ثانياً: تذكر أن سعادة العاملين تعني سعادة الزبائن
في إحدى المقالات السابقةوالتي كتبتها بعنوان " العاملين أولاً والزبائن ثانياً " أكدت من خلالها أنه لا يمكن إسعاد الزبائن وتحقيق رضاهم من خلال عاملين مقهورين وغير راضيين عن عملهم. وبالتالي العامل أشبه بجهاز الحاسوب يعطي ما فيه من معلومات، وكذلك العامل يفرغ ما يحمله بين ثنايا صدره من كره ونظرة سلبية للعمل في وجه الزبائن والعملاءلذا من الضروري ان لا ينظر العامل الى عملهكوظيفه ومصدر للرزق فقط.
المعاملة الجيدة للعاملين وتلبية احتياجاتهم وتحقيق رضاهم ينعكس ايجاباً على الزبائن وبالتالي يمكن من الاحتفاظ بهم وجعلهم زبائن دائمين. لتحقيق رضا العاملين اوصي باتباع سياسة المشاركة في الأرباح من خلال إفساح المجال للعاملين لشراء الأسهم والاستفادة من الأرباح.على المسؤؤل ان يشعرالعاملين بأنهم شركاء لا عاملين بأجر، وان لا يحجب المعلومات عنهم وان يشركهم في تحمل المسؤوليات. الاستماع للعاملين ومشا كلهم وهمومهم شيء مهم، من الضروري عمل لقاءات معهم وزيارة الفروع والاستماع لمقترحاتهم. العاملين أكثر اطلاعا أحياناً على ما يجري داخل الشركة أو العمل، لذلك من الضروري التواصل معهم ومشاركتهم في أفراحهم وأتراحهم،وان لا يتم التعامل معهم كمرؤوسين بل شركاء.
ثالثاً: التعلم من المنافسين
من الضروري عدم التوقف عن متابعة المنافسين وأسرار نجاحهم، والتعلم من تجاربهم لذا اوصي بان يقوم المسؤؤل بدور العميل وان يتجول في مراكزالمنافسين و معارضهم، وان يدون الملاحظات، ويتحدث الى العاملين والزبائن لديهم، مثل العاملين على الكاونتر ومراكز الدفع كونهم يعلمون الكثير عن حجم وطبيعة المبيعات في مواقعهم. زيارة مراكز التسوق والفروع الخاصة بالمنافسين مهمه للتعلم من تجارب المنافسين وطرق عملهم. ليس من الضروري البحث عن الأخطاء التي وقع فيها المنافسون فحسب بل البحث عن النجاحات التي حققوها وكيف؟

رابعاً: تعلم من الآخرين واتخذ الناجحين قدوة، واعمل على طريقتك الخاصة
من الضروري الاستفاده من تجارب الآخرين لا تقليدهم، والتميز في ألاداء وفي تقديمالمنتجات و الخدمات. نجاح المنافس في عمله وعلى طريقته الخاصة يعني وجود طرق أخرى لتحقيق النجاحات باشكال مختلفة. من المهم البحث عن مناطق وأسواق جديده محتملة ومهمشة من قبل المنافسين والاستثمار فيها.تذكر أنه لا يوجد سقف ولاعمر معين للتعلم، مع ضرورة استكشاف طرق وابداعات جديدة، وتعزيزالمعارف والقدرات.
خامساً: ادخال البهجه و الفرح والسعادة
على الرغم من ضغوطات العمل والتحديات الصعبة إلا أن إضفاء حالة من المرح والسعادة والضحك أحيانا يجعل الموظفين والعملاء أكثر سعادة وبالتالي اكثر عطاءً. من الضروري ان لا تكون الاجتماعات الدورية مع العاملين جامدة، بعيدة عن النشاطات والأحداث الممتعة و المفرحةخاصة اذا كانت الاجتماعات في أيام العطل الرسميةكأن يتخلل الاجتماع غداء عمل أو استضافة شخصية سياسية او اقتصادية او اعتبارية مما يجعل العاملين يتطلعون إلى الاجتماع بشوق ورغبة.
سادساً: الثبات في الحفاظ على جودة السلعة والخدمة
الكثير من المحلات التجارية والخدماتية كالمطاعم والفنادق وغيرها حققت نجاحات في بداياتها ولكن سرعان ما تراجعت مبيعاتها فيما بعد لدرجة أن البعض منها أغلق أبوابه وخرج من السوق بسبب قلة المبيعات نتيجة المنافسه والتراجع في مستوى جودة السلع والخدمات والدعاية السيئة. تذكر أن الأخبار السيئة تنتشر بشكل أسرع بكثير من الأخبار الحسنة، لذلك من الضروري الحفاظ على جودة الخدمة والسلعة مع ضرورةالتطور المستمر في تقديمها بما يلبي احتياجات و رضا الزبائن والعملاء.
تقديم الخدمة في الوقت المناسب وبالشكل المناسب والسعر المناسب يجعل الزبائن يترددون مراراً وتكراراً وقد يصبحوا من الزبائن الدائمين، لذا علينا ان نتذكر أنتكلفة فقدان الزبون أكثر بكثير من تكلفه جذب زبون .
التراجع في الجودة يعني زعزعة الثقة لدى العملاء وتراجع الصورة الذهنية الايجابية لديهم، مما يؤثر على استمراريه وديمومة الشركة او المؤسسة.
سابعاً: اعمل ما تحب وترضى
تحمسكللعمل يظهر من خلال سلوكك وممارساتك، حبك لعملك يجعلك تقضي وقتاً أطول في العمل. حبك لعملك يجعلك تذهب للعمل مبكرا، حب المسؤول لعمله يجعله يستغل فترات غياب أسرته في قضاء وقته في العمل وزيارة مراكز ومعارض المنافسين. حب العمل يمنح الفرد الطاقة والقوة والرغبة في العمل ويمكن من الخروج من النكسات والتغلب عليها. وعليه أرى أن لا شيء يجعل الشخص ينجح في عمله أكثر من حبه له، لذا من الضروري ان لا تهتم بالعمل فقط من أجل كسب المال ولمجرد العمل. حب الشيء أفضل معيل للنجاح فيه.
ثامناً: الصدق والإخلاص والحفاظ على أخلاقيات العمل
لا نجاح مع الكذب، الصدق مع النفس ومع الآخرين يجعلك ناجحاً دائماً ويكسبك محبة وتقدير الآخرين،لا تختلق الأعذار الكاذبة، كن صادقاً مع الله ومع نفسك. ساهم في تحمل مسؤولياتك تجاه المجتمع من خلال تأسيس وتفعيل صندوق المسؤولية المجتمعية ،فلا تجعل الارباح على حساب المجتمع بل خصص جزء من الارباح لخدمة المجتمع ومؤسساته.

تاسعاً: أخيراً وليس آخراً رضا الله ورضا الوالدين
فقد جعل الله سبحانه وتعالى برالوالدين أحب الأعمال إليه بعد الصلاة، فحينما سئل النبي صل الله عليه وسلم أي العمل أحب إلى الله عز وجل، قال " الصلاة على وقتها ثم بر الوالدين " فمن ثمرات بر الوالدين النجاح والتوفيق في أمور الدنيا وأحوالها والنجاة من المصائب والكروب، فمن بر والديه جعل الله له من كل ضيق مخرجا.
أخيراً وليس اخرا من الضروري ان ًنتذكر أن النجاح في العمل يتحقق بالسعي الدائم والاجتهاد والبحث المستمر وتطوير الذات مع تعلم مهارات وخبرات جديدة مع مرور الوقت باستمرار.