المقاومة لن تتخلى عن واجبها بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2019-02-10
المقاومة لن تتخلى عن واجبها  بقلم:خالد صادق


المقاومة لن تتخلى عن واجبها
خالد صادق
طفلان شهيدان ارتقيا إلى العلا في جمعة «لن نساوم على كسر الحصار», الشهيد الطفل حسن شلبي 14 عاما أصيب بعيار ناري في الصدر شرق خانيونس جنوبي القطاع, حيث استهدفه جندي صهيوني مجرم بغرض القتل, فالطفل حسن لم يكن يحمل رشاشا أو سكينا ولم يقتحم السلك الشائك, ولم يمثل خطرا على الاحتلال, أما الطفل حمزة اشتيوي فأصيب أيضا بعيار ناري في الصدر مما أدى لاستشهاده على الفور, وهذا يدلل على طبيعة الإصابات التي يستهدف بها الجنود الصهاينة المتظاهرين السلميين شرق قطاع غزة, والغرض منها ايقاع اكبر الخسائر في صفوف الفلسطينيين, وقتل عدد منهم حتى يرتدعوا ويوقفوا مسيرات العودة الكبرى التي أرهقت الاحتلال واستزفت الكثير من طاقاته وشغلته عن مهامه المنوطة به في مراقبة المناطق الحدودية ورصد التحركات الميدانية ومنع عمليات التسلل وحفر الإنفاق .

عدم رد المقاومة بشكل فوري على الدماء التي اريقت شرق غزة, ليس تخليا عن معادلة الدم بالدم والقصف بالقصف, إنما هناك ظروف لحظية تحكم طبيعة الرد, وتتطلب ان يكون الرد على هذه الجريمة البشعة في وقته المناسب, والذي ينظر فيه دائما إلى مصلحة شعبنا وبما يحقق الهدف من وراء الرد, من هنا يجب التأكيد على ان مقاومتنا لن تتخلى عن واجبها تجاه الشعب الفلسطيني, وقرار الرد على التصعيد الصهيوني قادم لا محالة, وثقة شعبنا في مقاومته لن تتزعزع, وعلى الاحتلال ان يتوقع ردا على جرائمه في أي لحظة, ولا يعول كثيرا على هذا الهدوء الخادع, فهو الهدوء الذي يسبق العاصفة, والذي يحمل في داخله كل عوامل الانفجار في وجه الاحتلال, والذي قد يؤدي إلى معركة جديدة لا يستطيع هذا الكيان المجرم التحكم بها أو حساب نتائجها, فلا يمكن الصمت على جريمة قتل الأطفال, ولا يمكن غض الطرف عما يرتكبه الاحتلال من مجازر دموية بحق متظاهرين سلميين, خرجوا بأيديهم العارية للمطالبة بحق العودة وكسر الحصار وإسقاط «صفقة القرن».

غرفة العمليات المشتركة مطالبة باتخاذ عدة خطوات عملية وميدانية متدرجة حتى يدرك الاحتلال ان جرائمه لن تمر دون عقاب, وحتى يعلم ان الرد على هذه الجرائم بأيدي المقاومة وليس بيد غيرها, فالمطلوب إعادة تفعيل الوحدات العاملة في الميدان مرة أخرى, وأهمها وحدة الإشغال الليلي, ووحدة قص السلك, ووحدة الزواري «الطائرات الحارقة والبالونات الحارقة», ووحدة الكاوتشوك, فهذه الوحدات كانت تعمل بشكل منظم وتؤدي واجبها على أكمل وجه, وهى التي أجبرت الاحتلال على طلب التهدئة مع الفصائل في غزة, وإذا لم تشكل هذه الوحدات رادعا كافيا للجم الاحتلال, فيجب تطوير الأداء الميداني بشكل اكبر, وتفعيل لجان أخرى جديدة كانت المقاومة تتوعد الاحتلال بها, وأصبح من الواجب تفعيلها الآن لوقف مسلسل الجرائم الصهيونية البشعة ضد أبناء شعبنا, ووقف مسلسل القتل الذي لا ينتهي.

ان دموع الأمهات اللواتي يودعن أبناءهن في لحظات الشهادة, تستوجب منا ان نكون أوفياء لهذه الدماء الزكية الطاهرة, وتتطلب ان نمسح هذه الدموع الغالية على شعبنا بمزيد من التمسك بالمقاومة المسلحة كحق أصيل لنا في مقاومة المستعمر الصهيوني الغاصب, والرد على جرائمه البشعة, فالدم يطلب الدم, والدم قانون المرحلة, والاحتلال الصهيوني مجبول على إراقة الدماء وإزهاق الأرواح, مجبول على القتل والخراب والدمار, وهذا كله منوط بغرفة العمليات المشتركة التي تجمع كافة الفصائل الفلسطينية المقاومة, التي عليها ان تتصدى لهذا الاحتلال وتوقفه عن غيه, وتمنع تغوله على شعبنا بالطريقة التي تراها مناسبة, عليها ان تأخذ زمام الأمور بيدها, وتتخذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب وبالأسلوب والكيفية التي تريد, والشعب الفلسطيني كله خلف مقاومته يتلاحم معها ويتبنى قراراتها, ويتحمل كل شيء من اجلها, يجب ان يعلم الاحتلال ان هذه الجرائم لن تمر دون عقاب, حتى يعمل ألف حساب للطلقة التي يطلقها على أبناء شعبنا, ويدرك جيدا انه سيدفع ثمنها, تماما كما فعلت سرايا القدس عندما قنصت جندياً صهيونياً وهو يطلق النار على الفلسطينيين العزل شرق قطاع غزة, فرصاصة واحدة من يدي قناص بطل وضعت حدا لطلقاته, ومنعته وستمنعه تماما من استخدام سلاحه مرة أخرى ضد مدنيين فلسطينيين عزل, لأنه فهم الرسالة جيدا, تلك الرسالة التي أحالته هو وسلاحه إلى التقاعد المبكر.