وحان وقت القطاف بقلم:أمل علاوي
تاريخ النشر : 2019-02-01
أمل علاوي
عند التمعن والتدقيق في الظروف والاوضاع الحالية التي يعاني منها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، فإن المرء يجد أن هناك الکثير من المؤشرات والمدلولات التي تؤکد بأن هذا النظام يمر ليس بأصعب مرحلة له في تأريخه وانما حتى هناك من يقول وبثقة بأنها آخر مرحلة له، وهو مايدفع بالنظام للشعور بالذعر والهلع والسعي لأية عملية إنقاذ او إنعاش لهذا النظام المتهاوي المترنح بين الوجود والعدم.
إلقاء نظرة سريعة على قرابة أربعة عقود من عمر هذا النظام وماقام ويقوم به من أعمال وإجراءات وماينفذه من مخططات ومشاريع سياسية وأمنية وعقائدية موجهة ضد الشعب الايراني في المقام الاول وضد الشعوب الاسلامية والعربية في المقام الثاني، تبين بوضوح کيف أن هذا النظام قد إستخدم کافة الوسائل والسبل المتاحة من أجل الوصول الى أهدافه وانه فاق الميکافيلية في وصوليته وإنتهازيته للإستفادة من کل شئ وإمکانية متوفرة إيجابا او سلبا من أجل تحقيق أهدافه.
ضرب القوى الوطنية والمخلصة والصادقة مع الشعب الايراني، کان المشروع السياسي الاساسي الذي شرع به النظام من أجل تثبيت دعائم النظام الاستبدادي والشمولي الذي أقامه على أنقاض نظام الشاه، والذي يمکن القول بأنه قد فاق النظام الملکي قمعا وإستبدادا ومصادرة للحريات والحقوق الاساسية للشعب کمجتمع وکأفراد تحت يافطة الدين، لکن الذي يجب التوقف عنده هنا مليا، هو أن هذا النظام قد بذل جهودا و مساع إستثنائية من أجل القضاء على منظمة مجاهدي خلق و إقصائها من المشهد السياسي الايراني وإيجاد فاصل وعازل بينها وبين الشعب الايراني، ذلك أن منظمة مجاهدي خلق التي کان لها قصب السبق والباع الاطول والاکبر في إسقاط نظام الشاه نظريا وعمليا، يتخوف منها النظام منها کثيرا ووجد فيها الخطر الاکبر الذي يهدد نظامه ولاسيما وان هذه المنظمة قد جعلت من الحرية والعدالة الاجتماعية والکرامة الانسانية حجر الزاوية في مبادئها ومنطلقاتها الفکرية ولم تکن مستعدة للمساومة عليها أبدا، علما بأن النظام قد حاول جهد إمکانه إغراء المنظمة عبر وسائل الترغيب والترهيب من أجل قبولها بنظام ولاية الفقيه القمعي الاستبدادي، لکن المنظمة رفضت وبإباء وعزم ومبدأية راسخة کافة عروض النظام وتمسکت بمبادئها وأهدافها النابعة اساسا من معاناة وطموحات الشعب الايراني، ولاغرو من أن المنظمة قد دفعت ثمنا باهضا جدا لموقفها هذا بحيث طال ليس بناها الفکرية والسياسية والتنظيمية وانما حتى تأريخها المجيد الذي يعتبر من لبنات التأريخ السياسي الحديث لإيران، وان الحملة المسعورة التي قام بها النظام الايراني من أجل تشويه وتحريف التأريخ النضالي المجيد للمنظمة والتشکيك به، تجسد في واقع أمرها ماذا کانت تعني منظمة مجاهدي خلق على أرض الواقع، ومن هنا فإن إنتفاضة 28 ديسمبر/ کانون الثاني 2017، کانت بمثابة صدمة کبيرة للنظام لأنها جمعت المنظمة والشعب في جبهة واحدة ضد النظام، وأکدت على إن نتائج جهود نضال مستمر لأربعة عقود مرواصلة قد حان وقت قطافه.