اصحوا! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-01-30
اصحوا! - ميسون كحيل


اصحوا!

لا أخفي سعادتي من قرار الرئيس الفلسطيني في اندماجه مع مطالب الناس على الأقل لإيقاف تنفيذ قانون الضمان الاجتماعي "القانون" الذي لم يراعي الظروف والتوقيت لإقراره. فنحن وحقيقة لسنا دولة بالمعنى الصحيح والحقيقي لكي يتم تمرير قانون يفتقد للشرعية التشريعية والسياسية والجغرافية وهذا لب الموضوع في الاعتراض المقدم لهذا القانون والمختلف عن الآخرين.

و من ناحية ثانية؛ فحتى الآن لم أستوعب هذا الموقف الفصائلي من الرغبة في تشكيل حكومة وطنية فصائلية تابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ولمن آمن بها كموقف و وطنية سياسية و كــ نية صادقة لا تتوفر في بعضهم! وحيث يمكن استيعاب الموقف الجبهوي الشعبي القديم الجديد من الهروب المستمر والدائم من التواجد في أي حكومة فلسطينية لغرض في نفس الجهاد المعلن لعدم اكتشاف حقيقة الثقل الجماهيري التابع "والشاطر يفهم"!

ويبقى السؤال لتلك الفصائل التي لم يبق منها إلا اسمها لكي تعلن عن وجودها في إصرارها على عدم التجاوب والتناسق والتكاتف مع إعلان اللجنة المركزية لحركة فتح لتشكيل حكومة فصائلية، وبمعنى حكومة منظمة التحرير الفلسطينية إذ أن هذه الفصائل لديها خلافات داخلية بين أعضائها؛ فمنهم مَن يرغب وهو العالم بحقيقة ما يحدث، ومنهم مَن يرفض لخوفه من انكشاف أمره وأمر أخلاقه و وثائق تدين سلوكياتهم! وهم في الحقيقة يتطابقون تماماً مع أولئك الغاضبون من قرار تشكيل حكومة جديدة إذ أنهم فقط يبحثون عن أنفسهم لا عن وطنهم وحقهم ومصلحة الشعب الفلسطيني! فمنذ إعلان الرغبة في تشكيل حكومة فلسطينية جديدة ارتفع ضغطهم، و مع إعلان استقالة الحكومة الفلسطينية لم ينم أحدهم الليل بطوله!

لقد استنفذت حكومة الوفاق المدة المحددة لمرحلتها التي جاءت من أجلها، ولم يتبق من دواعي لاستمرارها بدءاً من رأس الهرم إلى القاع و بقناعة تامة كما أسلفنا وقلنا لا مصالحة في الأفق ولا نهاية للانقسام وكل مَن يدعي التوقف والرفض في اتخاذ خطوات تحت حجة أن ذلك يكرس الانقسام يشبه إلى حد بعيد العارف بأنه قد انتهى وسيحاول الرجوع هذا من جهة، ومن جهة أخرى فلا أحد يجد كنزاً من الذهب ويتخلى عنه بسهولة! ومن أراد أن يفهم فليفهم و مَن أراد أن يتغابى فله الحق مع وجود قوى إقليمية وعربية تستغل الوضع الفلسطيني لتمرير أجنداتها! فإذا قرأت وسمعت الفصائل الفلسطينية التي تعتقد أن تأثيراتها لا تزال موجودة فهي واهمة، وعليها إن أرادت ذلك أن تعود إلى الرحم الذي خرجت منه وإلا فلن تخرج أبداً. نحن في الربع الأخير من القضية الفلسطينية ألا ترى؟ وفي الربع الأخير من المشروع الوطني ألا تسمع؟ والفرصة سانحة لكنها الفرصة الأخيرة قبل الفيضان، فالعالم يعرف وغير قادر على فعل شيء، و جزء منه يعمل على تكريس الفكرة الترامبية ولم يتبق لنا سوى الإدراك التام بما يحدث على الأرض وفي السماء فإن جرى وأن انتهت مشاريع القطار المعلق فلن نجد إلا قضية معلقة ما طاب الزمن منها وما لذ وبغياب مجبر مخطط للرئيس والفصائل والحكومة ! فأصحوا.

كاتم الصوت: فصائل ركبت موجة العناد بعد سنوات لن نسمع باسمها إلا في كتب التاريخ!

كلام في سرك: الرئيس تحت الحكم! اختيار رئيس الحكومة القادمة سيكون في رمانة ميزان التقييم والتأييد.

ملاحظة: الشعب بحاجة إلى التغيير.