تحت أجنحة الخفافيش بقلم:ملاك الأحمد
تاريخ النشر : 2019-01-23
تحت أجنحة الخفافيش بقلم:ملاك الأحمد


تحت أجنحة الخفافيش
ملاك الأحمد

ظلامٌ دامس ..صوت رنين ساعة المنبه ..تك .. تك .. تككفٌ تتلمس سطح الطاولة . وبعد محاولات عديدة تمكنت من أطفاءها . بعد أن كادت تقع أرضاً . نفس عميق يتبعهُ زفيرٌ ساخن . غطاءٌ ينفض في الهواء ثم يوضع بمكانهِ بترتيب وعناية . صوت الأقدام وهي ترتطم على الأرض مكونة خطوات ثقيلة ناعسة . ماء يتدفق عبر صنبور المياه . كفوف تضرب الوجه بالماء بخفة لتزيل أثار النوم ...دُخان يتصاعد وصوت غليان المياه في آبريق الشاي تُعطي بهجةً ونشاطاً في الصباح . زقزقة العصافير وهي تقف على حافة النافذة . وكأنها تلقي تحية الصباح . وتستمع بعذوبة لصوت فيروز وهي تغني…نسم علينا الهوا من مفرق الوادي ..ياهوا دخل الهوا خدني على بلادي ..أصوات الأطباق وهي توضع في حوض الغسيل والمياه تصب فوقها بغزارة تخفي أثار الطعام مِن عليهاالخطوات تسير بثقة وكأنها قد حفظت الطريق غيباً تنزل السلالم . صرير الباب الصدأ وهو يحتك بالأرضية الصلبة . مكون معزوفة معروفة لدى سكان العمارة أصواتٌ كثيرة . أبواق سيارات مختلفة منها قوية وأخرى خفيفة أو لها صوت مميز خاص بالحافلات وأجراس العربة الخاصة لبيع الفطور الصباحي ... وأصوات أشخاص على عجلة من أمرهم تتراكض أقدامهم بسرعة وهم يهتفون تاكسي ،،صباح الخير... سيد مجيد .. تفضلصوت محرك السيارة وهو يقاوم ليعمل ثم دواسة الوقود وبدأت السيارة بالسير ،،ضغط على المكابح وها هي السيارة تقف مجدداًوالباب يفتح وقدم تدوس الأرضية وتتبعها الأخرى وصوت ناعم مرحب أهلاً بك سيد مجيد .. تفضل من هنا مقاعد تُسحب وأجسادٌ تخر جالسةً عليها أصوات تصفيق ثم شخصاً ما يرتقي المنصة نفس قريب من لاقط الصوت . الميكروفونثم جملة ترحيبية أهلاً بكم في مهرجان التكريم السنوي لقد أستطاع كاتب هذه السنة أن يتلقى جائزة أفضل رواية بجدارة . عما أبدع بكتابة أعظم أنجاز لهذا القرن . فقد صور لنا حياة الإنسان الضرير وما يواجه من صعوبات في ظلامه الدائم . وان النجاح لا يقف أبداً على الجسد العليل . أنما يحلق عالياً مع الروح النقية ...أرجوكم رحبوا بأفضل كاتب لهذه السنة السيد مجيد لروايته " تحت جناح الخفافيش"تصفيق شديد ثم هدوء ويظهر السيد مجيد الرجل الثلاثيني العمر . يرتدي بدله رسمية أنيقة ويستند على عكازه السوداء التي تماثل بدلته ونظارته الخاصة بكفيفي البصر ،،سيد مجيد .. أخبرنا لماذا اخترت هذا العنوان بالضبط !!لأن احلامي لا تستطيع الرؤيا في النهار ولكنها تحلق وترفرف في الثلث الأخير من الليل حيث الجميع نيام فتنعكس الآية وتبصر مثل الخفافيش . لذا تراها تقبع تحت أجنحتها لتحلق بها سراً وتمنحها النور في ظلمة الليل الداكن .