بيروت تصفع المطبعين العرب ..بقلم:د.عصام شاور
تاريخ النشر : 2019-01-22
بيروت تصفع المطبعين العرب ..بقلم:د.عصام شاور


بيروت تصفع المطبعين العرب
بقلم : د.عصام شاور
أطلقت الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين حملة دعائية في العاصمة اللبنانية بيروت، ضد التطبيع العربي مع (إسرائيل)، من خلال نشر لافتات تطالب بوقف التطبيع ونصبت اللافتات على طريق وفود القمة الاقتصادية، ودعت الحملة في رسالة لها القادة والمسئولين العرب إلى تفعيل قانون مقاطعة (إسرائيل) الصادر عن جامعة الدول العربية، وإلى التمسك بثوابت الأمة، والدفاع عن الحقوق العادلة للشعب الفلسطيني.

بداية نوجه كل التحية والتقدير إلى المسئولين في العاصمة اللبنانية بيروت لسماحهم بنصرة القضية الفلسطينية بوضع لافتات تدعو إلى محاربة التطبيع مع العدو الإسرائيلي وتحذر منه، وكذلك فإننا نثمن عاليا ما أنجزته الحملة العالمية للعودة إلى فلسطين ونشكر القائمين عليها وكل من يبذل جهدا في هذا الاتجاه الوطني المشرف، كما وندعو كل أحرار الوطن العربي بدعم الحملة دعما فعليا ملموسا لإظهار إرادة الشعوب العربية بصورتها الحقيقية بدلا من تشويهها ببضعة فيديوهات ومقالات لشخصيات تافهة وساقطة لا تمثل سوى الطابور الخامس وحثالة المجتمعات العربية سواء كانوا من علماء الطغاة أو إعلاميين وفنانين وفنانات خانوا دينهم وأوطانهم وعشائرهم.

التطبيع مع العرب حلم يراود قادة الكيان الإسرائيلي منذ احتلال فلسطين، لأنه يعني إحلال السلام الزائف بدلا من الحرب، وقد كانت المبادرة العربية للسلام التي طرحتها السعودية عام 2002 ووافقت عليها الدول العربية أول خطوة عملية بهذا الاتجاه حيث تم إسقاط الصراع العسكري كخيار إستراتيجي مع العدو واستبداله بالحوار والمفاوضات، كما أن المبادرة دعت بشكل صريح بل ووقح إلى تطبيع كامل للدول العربية مع العدو الإسرائيلي إذا ما انسحب من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967.

في الآونة الأخيرة لاحظنا هرولة مخزية من قبل بعض الأنظمة العربية تجاه دولة الاحتلال بهدف التطبيع ولكن (إسرائيل) ذاتها تعرف أن تلك الأنظمة ضعيفة ولا تفعل ذلك إلا من أجل تثبيت حكمها، وهي تعلم أيضا أن الشعوب العربية والإسلامية ترفض التطبيع وقد يكون سببا في سقوط المطبعين وأنظمتهم، وبذلك سينقلب السحر على الساحر، وهذا ما يقوله المحللون الإسرائيليون وقادتهم، فغالبية الأنظمة العربية غير مستقرة، والتطبيع لن ينفعها، وعليه يفضل الإسرائيليون أن تظل علاقاتهم المحرمة مع المطبعين العرب في إطار محدود لخدمة كيانهم أطول مدة ممكنة تنتهي مع نهاية الأنظمة التي رعت إقامة الكيان الإسرائيلي وحافظت على أمنه طوال هذه السنين.