هل هي بداية اسرلة القائمة العربية المشتركة وما مدى نجاح نتينياهو؟ بقلم: تمارا حداد
تاريخ النشر : 2019-01-22
هل هي بداية اسرلة القائمة العربية المشتركة وما مدى نجاح نتينياهو؟ بقلم: تمارا حداد


هل هي بداية اسرلة القائمة العربية المشتركة وما مدى نجاح نتينياهو؟

بقلم: تمارا حداد.

بدأت الاصوات الانفرادية في القائمة العربية المشتركة بالتبلور والظهور بعد الطرح الذي طرحه احمد الطيبي بالانفصال عن القائمة العربية المشتركة دون توضيح الاسباب والمسببات، لكن هذا الامر له دلالات وتداعيات، واهم هذه التداعيات اضعاف وضع القائمة العربية المشتركة الحالية امام التشكيلات الجديدة التي تتشكل للاحزاب الاسرائيلية والتي ما زالت حتى الان في طور التشكيل والتجمع.

بداية خروج تلك الاصوات حول تشكيل تجمعات عربية جديدة تشير ان الامر ليس طرحا في سياق وطني وانما طرح لبدء نهج جديد يتناسب مع اهواء اسرائيل وتطلعاتها المستقبلية باتباع اسلوب التدجين والتطبيع كرؤية مستقبلية لاستكمال السياسيات والاستراتجيات والتي ينتهجها حاليا الرئيس الاسرائيلي نتينياهو، والتي تسعى الى تطبيق نهج السلام الاقليمي والاقتصادي وهو ما نجح به فعليا كرئيس وكسياسة صهيونية سعى اليها رؤساء وقيادات اخرين سابقين .

لم ينجح نتينياهو فقط خلال فترة حكمه لاسرائيل بترسيخ تطبيع العلاقات العربية الاسرائيلية فوق الطاولة، بل استطاع تحويل خطابه ضد ايران وحزب الله بانهم المحور الضار لشعبه ولجمهوره ولقيادات منطقة الشرق الاوسط، الامر الذي حاصر ايران من خلال وقف بنود الاتفاق النووي ومحاصرتها اقتصاديا بسبب خطابه الامني والمتداخل يمينيا متطرفا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا امام الغرب.

 النجاح الاخر الذي نجح به نتينياهو وهو بداية تثبيت هدنة او تهدئة ان كانت قصيرة الامد و طويلة الامد مع حماس، بالرغم من وجود خلافات داخلية ما بين القسام والقيادات السياسية لحركة حماس حول مقترح التهدئة او الهدنة، لكن الضغوطات الاقتصادية على القطاع والحصار القائم من عدة اتجاهات جعلت بعض القيادات السياسية تقبل بطرح التهدئة للتخفيف من وطأة الصعوبات في القطاع.

بالفعل بدا يُنفذ على ارض الواقع طرح التهدئة رغم وجود بعض الخروقات الامنية لكن على ارض الواقع التهدئة سارية الى حين انتهاء الانتخابات الاسرائيلية القادمة في ابريل المقبل، بعد نجاحات نتينياهو في اختراق الدول العربية واختراق المجتمع الفلسطيني بعدم تحقيق الوحدة واستطاع جعل القطاع خطرا آنيا وليس تهديدا استراتيجيا كون القطاع محاصر، فهل سيحقق صفقة اخرى تساعد في تحسين صورة الليكود بعيدا عن ملفات الفساد التي قام بها رغم انه حتى الان لم تثبت ضده، وانما هي ملفات تحت اطار التحقيق وفي اسرائيل قولا وفعلا "المتهم بريء حتى تثبت ادانته".

بقي لنتينياهو صفقة اخرى ليؤكد نجاحه امام جمهوره قُبيل الانتخابات وهي تحقيق ملف الجنود الاسرى الاسرائيليين، لكن القسام يعتبر ان ملف الاسرى يحمل خصوصية معينة لا يقبل القسمة او تقديم معلومات بدون مقابل ومن يتدخل في هذا الملف من الدول يجب ان يكون متيقن تماما من التنفيذ وما بعد التنفيذ حتى لا يقعوا بمطب آخر مثل ما حصل لصفقة شاليط والذي تم اعادة الاسرى المحررين الى داخل السجون الاسرائيلية.

لذلك موضوع الصفقة شائك نتيجة الخلافات ما بين القسام والقيادات السياسية ولن يرضى القسام ابرام صفقة دون شروطه وبالتحديد اخراج معتقلي صفقة شاليط، نتيناهو يريد تحسين صورته امام الجمهور فهل يستطيع ان يحقق صفقة ضمن شروطه ام ضمن شروط القسام؟ ام ستكون صفقة مقابل المال ايضا؟ قادم الايام كاشفة لما سيحصل!!!