جيل مولود حمروش.. جيل فاشل بقلم: بوشن فريد
تاريخ النشر : 2019-01-20
بقلم: الصحفي فريد بوشن
خلال أيام قليلة, من المتوقع أن يعلن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن استدعاء الهيئة الناخبة, وهذا في حالة إذا عمل على تطبيق القانون أو احترامه, لكن المشكل الذي يطرح نفسه: هل هذا الاستدعاء من شأنه نفض غبار الضبابية السياسية التي يعرفها المشهد الجزائري, بعدما استسلمت الأحزاب لسياسة الصمت الممنهج في انتظار موعدها مع القدر الذي أصبح فقط حكرا على أصحاب القرار والنفوذ والسلطة منذ الاستقلال؟ وهل من مرشح بديل ينتمي إلى الجيل الحالي؟ وهل سيرضى النظام بمنح المشعل للكفاءات الجديدة والانتقال من الحكم باسم الشرعية الثورية نحو شرعية الكفاءات وجيل المستقبل؟.
تأتي هذه الأسئلة المطروحة والمتداولة بقوة في وسط الشارع الجزائري, خاصة في هذا الظرف الحالي الذي يميز الساحة السياسية الغامضة, وذلك على مقربة بضعة أشهر فقط على تنظيم الانتخابات الرئاسية, لتؤكد أن الشعب بالفعل يطمح إلى التغيير بوجوه سياسية جديدة, وأنه قد رفع الغطاء عن الوجوه القديمة التي كان يصدرها لنا النظام منذ الاستقلال, تلك الوجوه التي حافظت على ديمومته رغم شموليته وسلبياته وركوده, فالشعب اليوم أصبح لديه نظرة منطقية وموضوعية حول من يقود سفينة الجزائر التي توشك على الغرق, وأنه لن يقبل بعودة أبناء النظام الذين تولوا عدة مسؤوليات في الحقبات الماضية من أجل تسيير البلد من جديد وبنفس الأعراف السياسية الفاشلة التي اعتادوا عليها بالأمس القريب, إذ الحل الوحيد المتبقي بالنسبة لهذا الشعب المتعب من نكسات السلطة العديدة, هو الاستعانة بالجيل الحاضر المتعطش للسلطة والمتشبع بميكانيزمات الوطنية والديمقراطية والتعددية الفكرية, فما عاد ذلك, فكل الآراء التي وضعتها أحزاب الموالاة بمسميات مختلفة على غرار مبادرة تأجيل الانتخابات أو الإجماع الوطني أو التوافق الوطني, بهدف الحفاظ على ديمومة المنظومة القائمة والمواصلة في حصد المنافع الشخصية والحزبية الضيقة, لا تغني ولا تسمن من جوع, فالواقع المر يؤكد أنه في حالة استعان النظام بالوجوه القديمة السياسية منها والعسكرية, وأعطى لها الضوء الأخضر في قيادة سفينة الجزائر, جزائر ما بعد بوتفليقة, فإن الفوضى هي النتيجة, حينها سيندم حمروش ورفاقه ممن ساهموا في تشييد هذا النظام بالأمس, ليصيحوا في قرارة أنفسهم : ماذا فعلنا بجزائر بن المهيدي وعبان.. جزائر مليون ونصف مليون شهيد.