الانقسام وصمة عار على خارطة النضال الفلسطيني بقلم:عامر الجعب
تاريخ النشر : 2019-01-19
الانقسام وصمة عار على خارطة النضال الفلسطيني بقلم:عامر الجعب


محاولة لرأب الصدع وتوحيد الصف الفلسطيني..
"الانقسام وصمة عار على خارطة النضال الفلسطيني"

الرفيق / عامر الجعب،، عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي فدا..

اصبح واضحا جدا أن الغالبية العظمى من أبناء شعبنا الفلسطيني يقر ويعترف بان الانقسام هو الواقع الفلسطيني الذي ضرب البنية الأساسية لمجتمعنا الذي بات يعاني من هذه التبعات في كافة مناحي الحياة.. السياسية،، والاقتصادية والاجتماعية ،،والتعليم ،،والصحة،، في كل مكونات المجتمع الفلسطيني..
وهنا لابد ان نتحدث بصراحة وبمواجهة مع الذات، لرأب الصدع، لنكن أكثر واقعية في البحث عن طرق وآليات معالجة هذا الانقسام وتبعاته،،

"اثنا عشرعاما " من الانقسام تخللها العديد من جولات الحوار بلا جدوي ،فقد خلالها الجمهور الثقة بالمتحاورين ،، في علاقتهم الذاتية للحوار بتغييب مصلحة الوطن وتغليب مصالحهم التنظيمية،،ولان جولات الحوار كثيرة ومتعددة وعقيمة كما الاتفاقات اصبح كل طرف لديه برنامجه الخاص بعيدا عن الوطن ...
ولأننا نمتلك من العنادة الكثير آثرنا بانفسنا واستبشرنا خيرا في الكثير من الأوقات ولكننا عدنا "بخفي حنين"..

"طرفي الانقسام " "فتح وحماس" المعادلة الاكثر تعقيدا في الساحة الفلسطينية...
و السبب المباشر والمؤكد في إدارة وتكريس الانقسام الي يومنا هذا ،، مع الاحترام لسجل تاريخهم الكفاحي والنضالي،،

"اثنا عشر عاما" لهذا الانقسام وجميعا مسؤولون ومشاركون بصمتنا وحياديتنا ولا نعفي احد من تحمل المسئولية،، فعجز فصائل العمل الوطني والإسلامي في إنهاء الانقسام اصبح بلا شك يدفعنا الادعاء بأنها اصبحت جزء وشريك في هذا الانقسام وان كان ذالك بدرجات متفاوتة

تعمدت بعض الفصائل الوطنية الصمت علي هذا الواقع امام هذا التغول والتناحر والتنافس بين طرفي الانقسام،، وهو أيضا نوع من انواع الشراكة فلا يكفي أن تصدر الفصائل البيانات والتصريحات المنددة او الرافضة للانقسام والتي لا تؤثر بالمطلق فيما هو موجود،،

"اثنا عشر عاما" تطورات خطيرة في مضمونها لا تبشر بالخير ولا بوادر لإنهاء الانقسام،،
ومجاهرة علنية وإعلامية وواقعية في الانجرار لعملية الانفصال ،،التي أصبحت هدفا وغاية في وقتنا هذا.. 
الردح الإعلامي والمناكفات وردات الفعل السياسية التي يدفع ثمنها أبناء الشعب كافة ....
بل كل الشعب أينما كان..
أخطر ما يمكن أن نراه هو الانشغال بموضوع الشرعيات والتشكيك بها من الطرفين،، في حين أن الاحتلال ومعه قطعان المستوطنين يستغلون هذه الحالة بفرض وقائع جديدة علي الارض..
وهذا ايضا بالتزامن مع ما تروج له الإدارة الأمريكية من مشاريع مشبوهه وفي مقدمتها ما يسمي "صفقة القرن".. 
للاسف الضعف الذي اوجده الانقسام له الدور الاكبر في مجاهرة بعض الانظمة العربية الرجعية بعلاقتها مع دولة الاحتلال... 
ظهور موجة الاعلاميين المدافعيين عن التطبيع مع دولة الاحتلال بالمجاهرة والعلن ...
انه "العهر السياسي والثقافي المدنس" فامثال هؤلاء الداعمين للتطبيع ليسو الا موظفين صغار في مواخير السياسة الامريكية ..
ان حالة التراخي العربي لدي الجماهير العريضة والتي فقدت الثقة ..
وثورات الربيع العربي ،، وصول الإسلام السياسي الي سدة الحكم،،
والعجز الذي رافق ذلك،، وظهور الجماعات التكفيرية والتي عملت بتخطيط ممنهج من علي تدمير القيم الانسانية لمجتمعنا العربي،، 
صبغ الاسلام بصبغة الإرهاب و،، خلق صراعات طائفية ومذهبية ،،
خلق عداوات في المجتمع الواحد وفي الدولة الواحدة ..
أصبحت تعمل علي زيادة التوتير بين الدول العربية.
نشر ثقافة الفساد والإفساد في المجتمعات العربية.
تعزيز حالة انعدام الثقة بين الجماهير.
نشر حالة من العداء والخلاف من خلال دعم بعض الدول لمجموعات تكفيرية..
تقسيم وتفتيت الدول العربية الي دويلات صغيرة وضعيفة وتابعة كمحميات امريكية واسرائيلية..
ان كل ما تم ذكره لابد أن يعمل علي إعادة الاعتبار للجماهير العربية صاحبة الكلمة الأولى والاخيرة في عملية التغير وفي الخروج من النفق المظلم الذي أصبحنا جميعا بداخله والعودة للجماهير،،
فهو المخرج الذي يعيدنا اقوياء بالسماح للجماهير ان تقول كلمتها عبر انتخابات ديمقراطية نزيهة تؤسس لنظام ديمقراطي تعددي يقوم علي التعددية والتداول السلمي للسلطة،،
لا يمكن أن تنفصل الحالة الفلسطينية عن الحالة العربية ففلسطين وشعبها جزء من المنطقة العربية وتتاثر بما يجري في المنطقة العربية من احداث وينعكس ذالك علينا كشعب فلسطيني سلبا وايجابا..
لكن لاننا الشعب الوحيد الذي يعاني من الانقسام ويعاني ويلات الاحتلال المجرم وقطعان المستوطنين يجعل لنا بعض الخصوصية حيث أن الأولويات لدينا مختلفة عن الاخرين ..
معركة التحرير لم تنتهي بعد ولا يمكن أن نقبل بالتعايش مع الاحتلال المجرم وسيبقي شعبنا يكافح بكافة الوسائل الا ان ينجز ويحقق أهدافه في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين والنازحين الي ديارهم التي هجرو منها قسرا وتطبيق القرارات الدولية بهذا الخصوص.. 
ولتحقق هذا لابد من توحيد الجهد الفلسطيني وإنهاء الانقسام وتبعاته..
العمل علي التوافق علي برنامج كفاحي مقاوم يكون هو القاعدة الاساسية لوحدة شعبنا ..
هنا يجب أن نتفق علي الاسس التي يجب العمل عليها،، 
التأكيد علي أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا،،
على أن يكون برنامج وطني كفاحي متفق عليه من الكل الفلسطيني ليحافظ علي المشروع الوطني ويعمل علي تعزيز الدور الوطني والكفاحي لشعبنا والعمل علي تعزيز صموده علي ارضه.. 
وبما أن الانقسام اصبح واقع يعيشه الشعب بكل مكوناته وبما أن مسؤلية استمراره يتحملها الجميع في الساحة الفلسطينية وبدرجات متفاوتة..

وهنا اعتقد ان الشعب ايضا يتحمل جزء كبير ومهم من المسئولية عن استمرار حالة الانقسام..
فالشعب هو القائد والمعلم هو مفجر الانتفاضة.
هو العنوان الذي لا يختلف عليه أحد.

استمرار حالة الانقسام..
فالشعب هو القائد والمعلم هو مفجر الانتفاضة.
هو العنوان الذي لا يختلف عليه أحد.
الجميع يدعي الحرص علي الشعب وقضاياه ومصالحه واحتياجاته..
لذا المطلوب من الشعب ان يخرج من حالة السكون والصمت..
ان يقول كلمته.
ان يعلي صوته .
يدافع عن وجوده ومصالحه يرفض الاستحواذ علي القرار من المنقسمين والمنتفعين،،
للاسف الشديد اصبح الجمهور أداة من الادوات التي يستخدمها طرفي الانقسام ليستقوي كل منهم علي الاخر بجمهور مؤيديه.. 
علما بأن الجماهير هي ذاتها مع اختلاف الصف الامامي......
ان أي دعوة من اي فصيل لجمهوره بالاحتفال باي مناسبة تخصه يتم الحشد لها ويتم التنافس من طرفي الانقسام على كم الحضور والذي يسعون جاهدين بتضخيم الاعداد والإعداد له.....
وهنا نتسائل؟؟؟
اذا كان إنهاء الانقسام مهمة وطنية والجميع يرغب بها وينادي بها!!
لماذا لا يخرج هذا الجمهور من الطرفين ويعلن رفضه وتنكره ومواجهته لهذا الانقسام ؟؟
نعم ليخرج جمهور فتح وجمهور حماس وكافة الفصائل والغير منتمين ويرفضو هذا الواقع!!!
لتعمل هذه الجماهير علي الدفاع عن مصالحها التي أصبحت جزء من واقع الحال.. الجماهير هي من يعطي الشرعيات وهي من ينزعها..
بما أن مصالح الجماهير تضررت من هذا الانقسام فعلي الجماهير أن تعيد الشرعية لصناديق الاقتراع ..
فالبطالة يعاني منها الكل الفلسطيني.
ازمة الصحة،، وأزمة التعليم ومشاكل الخريجين،، 
ومشاكل الشباب ،السكن،، الرسوم الجامعية ، المواصلات،، والقضاء والمحاكم،،
غياب القانون والمحسوبية والواسطة،، والرشوة،،
الاعتقالات السياسية،، وتقييد الحريات،، وغلاء الأسعار،، وتدمير النسيج الاجتماعي،، 
توقف عجلة التطور،، واستمرار الاحتلال ،،
الحصار والموت المجاني،، كل هذا وأكثر..
جميعنا نعاني من هذا ...
لذلك يجب أن ينتفض الجميع متحدين في وجه طرفي الانقسام ..
وليكن شعار الجماهير موحد ضد الانقسام...لسنا ضد او مع أحد على حساب الوطن ...
ان الاوان لتشكيل جسم واحد يدافع عن مصالح الوطن التى دستم عليها علي مدى اثنا عشر عاما من عمر الوطن..
لنا الحق في أن نعيش حياة كريمة ،،حياة لا يكون فيها الانتماء التنظيمي هو المعيار للتوظيف او التعليم او العلاج او السكن،، 
حياة تحفظ للمواطن حقه بالسفر والعمل وممارسة حريته في مجتمع يتساوي فيه الجميع أمام القانون،، 
مجتمع يحافظ علي استقلالية القضاء،، 
مجتمع يحمي النساء ويحافظ علي حقوقهن،، 
مجتمع يحمي الأطفال ويؤسس لهم مستقبل مشرق،، مجتمع يعمل علي تنمية الموارد،، وتنمية اهم ما نمتلك الا وهو الانسان،، 
مجتمع لا ينسي من ضحوا بارواحهم،، الشهداء الأكرم منا جميعا ،،
مجتمع يحترم ويقدر ابطاله الاسري الذين ضحو باجمل سنين العمر في معتقلات الاحتلال ،، مجتمع يحفظ كرامة الجرحي والمصابين ويحفظ حقوقهم بما يؤمن لهم حياة كريمة ،، 
مجتمع فلسطيني يعتز ويفتخر بأن فلسطين تتسع لجميع ابنائها،، فهي اغلي من الجميع واكبر من الجميع لانها فلسطين الوطن الشعب والأرض والمقدسات

عامر الجعب.