ملعب رياضة أم إبادة!!بقلم:عبله عبدالرحمن
تاريخ النشر : 2019-01-17
ملعب رياضة ام إبادة!!
عبله عبدالرحمن
تصرفات نشاز لا يمكن تجاهلها تجري عقب كل مباراة لكرة القدم سواء في مسابقات الدوري المحلي او في التصفيات التي تنظم على مستوى القارة الواحدة او العالم ينتج عنها في بعض الاحيان تخريب واعتداء على الممتلكات المحلية او البشرية. تصرفات تنبئ عن خطر! يجب ان نكافحه بكل الوسائل والسبل، كما ويجب تكريس العمل الايجابي لدى الشباب باكتساب مهارات وسلوكيات جديدة لتنفيذها من اجل جودة الحياة على اعتبار ان الانسان اغلى ما نملك. لان ما يجري ابعد ما يكون عن تنمية حس المسؤولية لدى الفرد الذي نعده ليكون سليما معافى حاضرا ومستقبلا.
نتحسر على قصص وبطولات كانت تسّطر بالتضحيات في حالة من الانسجام والتلاحم بين الشعوب حين كنا ما نزال دولا مستعمرة تسعى للتحرير والحرية. اما وقد تكللت تلك البطولات بالاستقلال واخذت الاعلام ترفرف معلنة نهاية الاستعمار حتى وجدنا انفسنا مع مرور الزمن امام استعمار جديد نحتكم فيه للنعرات والحزازات والاحقاد القديمة التي قسمتنا الى فئات وفتات اضعنا فيها ماضينا وفقدنا فيها حاضرنا واصبح فيه استحالة التنبؤ بمستقبل نستعيد فيه كرامتنا وعزنا ووحدتنا.
معظم الدول المشاركة بكأس اسيا ودعت فرقها بأغنية جرى تأليفها وتلحينها على عجل احتفالا واملا بالفوز بكأس اسيا. مثل هذا الامر مقبول وشيء طبيعي لكن هذا الحب لا يبيح لاحد تجاهل مشاعر الاخرين في حالة الفوز او الخسارة. في كل مباره ننتظر ونحلم ان تسود الروح الرياضية اجواء المباراة حتى صافرة الحكم معلنة نهاية المباراة وحين الاحتفال بالفوز. اصبت بالقهر وانا استمع لاحد الشباب متحدثا بعفوية عن طريقة احتفالهم بفوز منتخب بلدهم حين وقفوا امام احد المطاعم السريعة وقالوا "خاوا" لان مالك المطعم ينتمي لبلد الفريق المنافس الذي فاز عليه منتخبهم. اجزم بأن صاحب المطعم لم يعرف سبب "خاوا" التي قالوها الشباب بابتهاج غير مبرر امام مطعمه لانه حسن النية اولا ولأنه لم يصدق ان الشباب الذين يقفون في الطابور انتظارا لدورهم في الحصول على وجبتهم الغذائية من غير ملل يمكن ان يفعلوا مثل هذا العمل الشنيع وفراغة الهدف من سلوكهم النشاز.
هناك ما يسمى علم الجهل وهندسة التضليل وهو علم يدرس صناعة ونشر الجهل بطريقة علمية رصينة تقوم على الكذب وخلط الامور بتخطيط مدبر للوصول بأن تتكفل الشعوب بنفسها الى حلول ستفضي الى الفوضى التي لم ولن تكون خلاقة بهدف التشكيك بالثوابت وعدالة قضايانا ووحدة ارضنا التي انقسمت الى عدد من الامم الصغيرة المتناهية.
الوجع بالفرقة كبير والتباهي بعنتريات واهية يوصلنا الى ما يريده عدونا الذي يتربص بنا ويسعى بكل السبل الى غرق السفينة التي امتلأت بالثقوب واصبح من الصعوبة رتق الثقوب ولكن الامل سيبقى قائما.