ارحلوا لنبدأ من جديد - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2019-01-14
ارحلوا لنبدأ من جديد - ميسون كحيل


ارحلوا لنبدأ من جديد 

أزمات متلاحقة واقتراب من شفا الانهيار وجنون سياسي خرج عن المألوف من أجل تحقيق أحلام السيطرة على السلطة والحكم وكرسي الخزينة مع تراجع شعبي ملحوظ للاستمرار في النضال بحيث أصبح هناك هاجس للعمل الوطني مدفوع الأجر! وفي سباق بين الأحزاب للوصول إلى خط الفوز الوهمي على حساب النضال والعمل الوطني الذي يؤدي إلى دروب تحقيق المطالب الوطنية والشرعية والشعبية الفلسطينية.

إن الصراع القائم بين حركات التحرر الوطنية والأحزاب الفلسطينية وصل إلى حد لا يمكن السكوت عنه؛ فحتى ذكرى الثورة أصبحت من المحرمات على الرغم بأنها ثورة فاقت التصور ونقلت القضية من مكان إلى مكان، وخلقت لنا كيان وبدلاً من التكاتف والتعاضد في ظل استمرار الاحتلال وتوغل الاستيطان، وتزايد لمظاهر العنصرية على أرض فلسطين يعاني الواقع الفلسطيني من تنوع وتعدد أشكال العنصرية وفي معاناة مشتركة بين عنصرية الاحتلال من جهة، وعنصرية الأحزاب الفلسطينية وجنون العظمة المستقوية بمن باع فلسطين من العرب من جهة أخرى.

في الحقيقة هناك حاجة إلى التغيير على كافة المستويات والصعد والاتجاهات فالسلطة التي تضم مؤسسة الرئاسة بحاجة إلى نوع من التغيير والحكومة بحاجة إلى تغيير عميق وليس تغيير عابر طريق؛ فقد اكتفى الواقع الفلسطيني ويحتاج إلى تغيير في الشكل وفي الجوهر وسيبقى الواقع أيضاً يعاني في حال استمرت الأحزاب اليسارية واليمينية، والفوقية والتحتية على حالها إذ لا بد من تغيير أفكارها أولاً لما تعانيه من ترهل وتكلس ومن ابداع في فنون العظمة.

كل السيناريوهات حتماً لن تذهب بنا بعيداً عن دولة احتلال التي ليس لها الآن ولن يكون على المدى القريب البعيد سوى شخص صهيوني اسمه نتنياهو ما يحتاج إلى رؤية فلسطينية جديدة تتعامل مع هذا الواقع قبل الانهيار التام ونقطة الانطلاق أن يستوعب المعنيون دون استثناء ضرورة فهم المرحلة ومتطلباتها بأن نقول لهم ارحلوا لنبدأ من جديد. 

كاتم الصوت: الخلاف على نوع التغيير ...كامل أو جزئي! الكمال لله وحده. 

كلام في سرك: صراع مرير على شكل التغيير والسبب حب الذات!

ملاحظة: من المؤلم جداً قراءة تغريدة سياسية للإعلامي المخضرم محمد كريشان رداً على دعوة إسرائيل ووزيرها للأمن الداخلي على اغتيال الرئيس أبو مازن.. أن يلمح ويقول أنه من المؤلم أن تطالع هذا التصريح وأن تتابع أن الرئيس عباس مستهدف أيضاً من حركة حماس! وامعصتماه.